طيوب عربية

المرأة والفن في قصة درب اللبانة

(درب اللبانة للقاصة عبير عزاوي من سوريا)

من أعمال التشكيلية العراقية لينا الناصري
من أعمال التشكيلية العراقية لينا الناصري

جمع النص جمالية في اللغة والبلاغة والرمز بشكل كبير، جعلت المتلقي يكرر القراءة ، والبحث عن النفس الحائرة القلقة من الداخل، ويأخذنا القاص إلى محطات كثيرة تتدرج في استعطاف القارئ نحو بطل القصة نذكر منها:

أولاً المرأة:

1- المحطة الأولى: المرأة الأم واكتشافها (الزائدة الصغيرة المعلقة في أصل السبابة)، واستمرار الحب والعطف على ابنها.

2- المحطة الثانية: المرأة المعلمة ودورها في بث الثقة للبطل ، وتقديم التشجيع بقوله:(علقت اللوحتين على حائط غرفة الصف).

3- المحطة الثالثة: دخول البطل إلى الجامعة و(انشغل بالفتيات اللواتي يدخلن حديثاً)، تعددت أنواع المرأة وطريقة التعامل معها، وأعطى القاص لوحات مختلفة للمرأة حتى نهاية القصة، فكانت المرأة تلعب دورا كبيرا في النص، وتشكل ملامحه وحبكته ولغته، وأظهرت المرأة الصراع الداخلي عند البطل، وجمعت مواقف النص في بؤرة واحدة، وفلسفة محيطة بالغموض، والبحث عن المرأة المهزومة والضعيفة وغيرها حتى يشعر بانتصار ذاته والتغلب على عاهته.

ثانياً: الفن

هو التعبير عن طريق الرسم والريشة والألوان المتنوعة، وقدم القاص لوحات كثيرة تعبر عن فلسفة البطل، وأثر الرسم على شخصيته، فكانت اللقطات والمشاهد تنتشر بكثرة داخل النص حتى تحول إلى مشاهد من الطبيعة والفلسفة والتجميل للمرأة ، واستطاعت الريشة أن تحول الشكل من القبح إلى الجمال من أجل الآخر، وكذلك استطاع البطل أن يترك بصمته في الحياة عن طريق الموهبة ، والتغلب على العاهة التي تتآكل في فؤاده من الداخل، وأحسن القاص في اختيار الرسم والألوان في القصة؛ لأن الأصابع هي التي تشكل الجمال والقبح في اللوحة، واتخذ عاهة الإصبع الزائد إلى وسيلة لتحقيق الذات ولفت الأنظار والإبداع بالرسم والألوان كقوله:(حتى كان أحد دروس الرسم، أشفق على لوحات زملائه الباهتة)، (فأخذ يرسم للجميلات منهن)، (فراح يرسم لهن جلداً جديداً مشدوداً ولامعاً)، فهو يغير الواقع بواسطة الرسم، وأصبحت العاهة وسيلة للتميز والإبداع.

مقالات ذات علاقة

دكتاتوريـة التشـوق بلطجـة!*

إشبيليا الجبوري (العراق)

التوكتوكيون ممطرون بلا غيوم

آكد الجبوري (العراق)

همس الأحبة.. “سعيد بن زرقة” والكتابة الساخرة

حسين عبروس (الجزائر)

اترك تعليق