قصة

حيث جُنّتْ وجنَّ

شاطئ (الصورة: عن الشبطة)
شاطئ (الصورة: عن الشبطة)

1

مستحيلة هي كائنات الشاطئ، تفترش الرمل الأبيض، تناغي نساء القرية قبل المساء، البحر يبدو هادئاً لا موج فيه غائصاً في زرقته الحُبلى بالنّوار، يهيب بأجنحة الرياح كي تحطّ من بعيد علّها تغازل الموج الساكن في سكون الفجر وأعالي الليل، البحر هادئ في سكوت، في لحظة تتشهى رحيق الصيف، مرآة السماء كعادتها تستثير الأماني والخطى الثابتة وترتسم على جبينها الوضاح بساتين البرتقال وتنقش على مهلٍ دالية تتسلق الأسوار قبل طلوع الفجر البرتقالي.

2

السحائب تدخل في نوبةٍ من الذهول.. الصمت يرنو للكلام.. السحائب ترقص ليوم جديد تحسّ دبيب العطر، أبصرتْ أميرة أندلسية بقلائدها الفيروزية أبهى حُسناً من لؤلؤ البحر وما حاك الخيال في الغمام، ابصرتها خلسةً تداعب قطة فارسية، حدقت فيها في لحظِ الحلم الأثيري، دنت منها، تسألت من تكون، أهي أميرة من مليحات العرائس تجلت في ثياب الربيع، أبصرتها بعين عصفور مقرور، أيقنت أنّها أحلى من أماني الحسان الي تطفو في العيون الحالمة، فارتمتْ السحائب في عين صولة الرياح ألتي بدأت تدب فوق الشاطئ المسكون بالصمت.

3

غارت السحائب وصرخت كما الرياح، هي سحائب تعشق الإطراء، تقرأ ذاكرة البحر فأنشدت لحنَ حُسن الأميرة، البحر يفرح بالرذاذ الغرد، ظلّت تبث حكايتها الأثيرة، تروي لصدف البحر قصة السّمرعلى مسامع الأعين المسافرة.. غردّ الموج في خشوع وقد خرج عن صمته يشدو لمُحياها وقد تجمعت فيه جميع المحاسن.. غرد الموج لغيمة عطر جائعة واستقر مع الغسق.

4

 كلّمه سكون البحر وهو يراقبها من بعيد من ركنٍ خفي من الشارع العتيق: “هي الشمس إلا أنّ للشمس غيبة… وهذا الذي نعنيه ليس يغيب”.. ذاب الكلام في عينيه وأوى للموج الغامر يهفو لسرالبحر المرصود علّه يعود لنقطة البداية حيث لا زمان ومكان..

مقالات ذات علاقة

رقاص الساعة…

هدى القرقني

القمة

محمد المسلاتي

ابنـتي وأنـا

عزة المقهور

اترك تعليق