سعيد العريبي (حكايات وذكريات - سيرة قلم)
تجارب

كتاب: حيوات العرب لا ينصف العرب

حكايات وذكريات: سيرة قلم.. 28

كتاب: حيوات العرب لا ينصف العرب:

تعالوا معنا إذن.. نقترب أكثر منه ومن صاحبه.. عنوانه: (حيوات العرب: دراسة لتاريخ القومية العربية).. مؤلفه أقرب إلى الأدب منه إلى التاريخ، أستاذ بقسم اللغة العربية.. الكتاب في مجمله يثير العديد والعديد من التساؤلات لعل من الأجدى مناقشتها، قبل التدرج في سرد ما ينطوي عليه، مما لا يخطر لكم على بال.

أولا: أول هذه التساؤلات، يطالعكم في الصفحة الأولى، في الختم الذي يشير إلى أن مراقبة الطبع والنشر بالهيئة المصرية العامة للكتاب، قد صرحت بتداول هذا الكتاب.

وإذا كانت الكتب في مجملها تأخذ طريقها إلى القارئ مرورا بمراقبة المطبوعات، ودونما حاجة إلى إثبات ذلك، فإن هذا يدعونا إلى أن نشك في مصداقية وصحة هذا الختم.. وبالتالي يثير هو الآخر تساؤلات عدة.

أ‌. إذا سلمنا بصحة وصدق هذا الختم. فأي كتاب غير هذا تحرص مراقبة المطبوعات المصرية على عدم تداوله ونشره بين الناس.. ؟

ب‌. ألا يقصد المؤلف من خلاله الترويج لكتابه.. ليكون الختم بمثابة جواز مرور مزيف إلى كل قارئ دونما اعتراض أو رفض..؟

ت‌. ألا يقصد من خلاله إيهام القارئ نفسه بصحة الأكاذيب التي يمتلئ بها، أو أن يكون أدعى إلى قبولها وتصديقها..؟

ثانياً: وثاني هذه التساؤلات التي يثيرها الكتاب.. إذا كان حقا قد طبع الكتاب طبعة ثانية.. فإن ذلك يقودنا بدوره إلى استغراب عدم منعه أو حتى أن يكتب أحد عنه، وقد حوى أكاذيب وأباطيل لا تصدق ولا يقول بها سوى حاقد أو مأجور.

ثالثاً: المقدمة.. التي تثير تساؤلاً مهماً يشكك في صدق وصحة وحقيقة “طبعته الثانية”.. فهو لا يحوى سوى مقدمة واحدة.. كتبها سنة:1978م.. ولأنها المقدمة الوحيدة.. فهذا يعنى: أنه لم يطبع طبعتين، وأن تاريخ هذه المقدمة هو نفسه تاريخ الطبعة الأولى والوحيدة، والتي كانت – لسوء الحظ – من نصيبنا.

كتاب: حيوات العرب
كتاب: حيوات العرب

رابعاً: الصفحة الأخيرة.. التي تحتوى هي الأخرى على ختم يشير إلى رقم الإيداع، والترقيم الدولي.. ولأن هذا الختم يغاير تماما الطريقة المتعارف عليها، فإنه أيضا يعد دليلا آخر يضاف إلى ما سبق.

خامسا: هذا مع ملاحظة.. أنه إذا كان الترقيم الدولي كان سنة:1977م.. فهل يعنى هذا أن تاريخ منح الترقيم الدولي كان قبل الانتهاء من الكتاب.

سادسا: إذا كان حقا قد طبع الكتاب من قبل ، فهل كان على مؤلفه أن يتدارك في طبعته الثانية العديد والعديد من الأخطاء اللغوية وغير اللغوية، لعل أسوأها عدم مطابقة الفهرس لمحتويات الكتاب.

سابعاً: في نهاية كتابه لم ينس المؤلف أن يضع لكتابه.. ملحقا خاصا بالمراجع والهوامش والتعليقات.. ولم ينس أيضا أن يفرد لكل فصل على حدة.. هوامشه وتعليقاته ومراجعه مسلسلة حسب أولوية ورودها.. لكنه نسي أو تجاهل أن يشير إليها من خلال أرقامها في المواطن التي تستدعى ذلك.. وبهذا كانت هذه الهوامش والمراجع أو بالأحرى هذا الملحق بلا فائدة تذكر.. فهل كان عليه أن يستدرك هذا في طبعته الثانية.. ؟ إن كان حقا قد طبع طبعة ثانية.

ثامناً: الكتاب لا يتبع طرائق البحث العلمي الصحيح فهو لا يذكر خلال: 658 ولو هامشاً واحداً ولم يرجع حتى الآيات القرآنية إلى أرقامها وسورها.

تاسعا: المؤلف يتحدث عن التاريخ العربي، لكن أغلب مصادره ومراجعه غير عربيه.. بل مصادره كلها.. فهل يدعونا هذا إلى الشك في أنه مؤلف هذا الكتاب.

هذا بالإضافة إلى العديد من الملاحظات التي يثيرها هذا الكتاب قبل المادة التي يعرضها.. من خلال عناوين خادعة ومضامين مغلوطة وكاذبة كحديثه عن:

1. نسب ” أولاد العرب ” وموطنهم الأصلي.

2. حق اليهود في مكة والمدينة وفلسطين.

3. تأثر القرآن بالأفكار اليهودية والمسيحية.

4. دوافع “الغزو” العربي.

5. أثر المجاعة في خروج العرب من الجزيرة.

6. أثر المنتجات الزراعية في نشر اللغة العربية.

7. دور القبط واليهود والمسيحيين قديما وحديثا في تقدم العرب.

8. إهتمامه الكبير بالقوميات المحلية كالمصرية وأصولها الفرعونية.. واللبنانية وأصولها الفينيقية.. والسودانية وأصولها الزنجية.. وغير ذلك مما يسلب العرب عروبتهم.. وإسلامهم الذي حررهم من الدخلاء والغزاة… (يتبع).

مقالات ذات علاقة

شكراً كلية العلوم … يومٌ بديعٌ .. وثريٌّ بالذكريات

المشرف العام

من مدرسة صلاح الدين إلى المعهد الديني بالبيضاء

سعيد العريبي

للـتاريخ فـقـط (1)

عبدالحميد بطاو

اترك تعليق