من مقالات منتصف الليل (12)
الصديق الطيب البخاري
من الأخبار الأدبيّة التي حرص الرّواة على تدوينها في كتاباتهم ومقالاتهم الأدبيّة الطّريفة ومنها حكاية الحجّاج بن يوسف والي العراق مع السيّدة (هند بنت سعيد بن المسيّب – في بعض الرّوايات وإن تجاهل اكثرهم نسبها – وكان الحجّاج قد تزوّجها بالرّغم عنها وعن أبيها.
وبعد مرور العام عليها في بيته ترنّمت امام مرآة لها وهي تصلح من شأنها بهذين البيتين [قيل من إنشائها او هما من قصيدة لأمرئ القيس]:
وما هند الاّ مهرة عربيّة سليلة أفراس تحلّلها بغل.
فإن ولدت مهرا فللّه درّها وإن أنجبت بغلا فمن ذاك البغل.
وتصادف أن سمعها الحجّاج وغضب منها فطلّقها وهي أسعد النّاس بهذا الفعل حتّى أنّها أهدت للخادم الذي نقل لها الخبر بقوله: كنت، فبنت ويعني ” أنّك كنت زوجته وبنت أي أصبحت طليقة، أجابته: كنا فما فرحنا، فبنّا وما حزنّا وأهدته كامل المبلغ الذي جاء به من الحجّاج.
وبكونها ذات جمال وادب وغاية في النّسب فقد حاول الكثيرون خطبتها والاقتران بها غير أنّها أبت من هم دون الحجّاج شانا، وتناقل الرّواة خبرها وأنشد الشّعراء في وصفها، الى أن وصل خبرها ووصف جمالها أمير المؤمنين في دمشق عبد الملك بن مروان فأرسل لها خاطبا فأجابته برسالة (الإناء ولغ فيه كلب) فردّ عليها: اغسليه سبعا احداها بالتّراب. فوافقت بشرط أن يكون حادي الرّكب الذي سينقلها له هو الحجّاج بن يوسف والي العراق.
وافق الخليفة وأمر الحجّاج بتنفيذ الأمر وفي الطّريق نحو دمشق أوقعتهند من يدها دينار وقالت: يا غلام وقع منّي درهم فناولنه، غير أنّ الحجّاج وجده دينارا فقال لها: إنّما هو دينارا وليس درهما.
فقالت وهي زجلة: الحمد لله أن أبدلني بدل الدّرهم دينارا.
للحكاية روايات وتفاصيل عديدة وإضافات كثيرة.
السّلام ختام.