أبرزت قصة ظل امرأة ملامح الصدمة عند البطل الذي يتجول في القرية ويبحث عن المرأة الحاضرة الغائبة، حاول الوصول إلى ملامح صورتها فكانت بين الحقيقة والخيال، فأثار النص عاطفة إنسانية جسدت ملامح القصة، ومزجت بمشاعر مؤثرة عند المتلقي، نذكر منها:
1- الصدمة النفسية:
أظهر النص معاناة البطل والصدمة النفسية التي ألحقت به، فالمرأة غائبة عن الأنظار، ومشعر الغربة شكلت نسيج القصة والتعاطف مع مواقف البطل يقول القاص: (يجد في ذلك البراح راحة سرعان ما يردها اليأس خائبة)
رحيل حواء صدمة نفسية تطورت أبعادها التأثيرية عند البطل، وتلاحم فقدانها مع التردد المستمر للمكان وحضور الذكريات ربطت فؤاد القارئ على التشويق المستمر لمتابعة القراءة.
أصبحت الصدمات النفسية تزور البطل من المؤثرات الخارجية المحيطة به المتمثلة (في عقول أهل القرية يتحاشون ملاقاته) تارة، وكذلك عند زيارته عدة مرات للمكان (ظل امرأة.. خمن بسرعة هل هذا الظل هي) وكاد أن يصبح البطل في حالة هذيان بين الرؤية الحقيقية والخيالية فأضفت الحالة جمالا لحضور الرؤية البصرية للنص وضبابية حالة البطل النفسية لشدة وقوع الصدمة عليه.
(هل يفسح المجال لحالة الجنون.. اغترته قشعريرة) (صرخة مكتومة ارتد صداها إلى أعماقه) استمرت حالة الدوران مع الموقف في دائرة مغلقة بين ظل امرأة وبين الواقع الذي شكل دوامة نفسية للبطل كانت فعالة في التأثير والترغيب للمتلقي لمتابعة القصة حتى النهاية.
2- الصدمة المكانية:
شكل المكان معاناة البطل وآلامه، وأخذت صدمة المكان تدهور حالة البطل من بداية دخول القرية(يجوب أطراف القرية) كان يستطلع المكان فقد تغير ت هيئة القرية وجمالها، وانتقل القاص من وصف تضاريس القرية إلى حالة الهدوء الذي سيطر عليها، وهي رؤية مكانية تمثلت في هندسة الموقع وحالة سكانه (يجثم على القرية الصغيرة وأزقتها الترابية هدوء مريب) ذكر القاص أحوال القرية ، وأخذ القارئ في نزهة قصيرة قبل عودته إلى الحدث الرئيس ظل امرأة، كان المكان مشهدا لحال القرية ورسم معالم أحداثها ، واتصاله بغياب حواء عن الأنظار فكان صدمة مكانية للمتلقي. ( أنوار خافتة داخل المنازل)( فتحت نافذته… تبين له ظل) رؤية المكان قبل الحدث وبعده أنشأ حلقة تواصل مع القارئ في لقطات سريعة للقارئ.
3- الصدمة الزمانية:
كانت الصدمة الزمانية تروي ملامح القرية وآثارها عند البطل ، وقد جمعت أوقات( الظهر) الذي شكل رؤية الخراب بوضوح والتأمل من حوله، الهدوء لساعات.
في ( الليل) يزور المكان مرة أخرى يجمع الذكريات وتبدأ حالة الصدمة بين استرجاع الماضي ويقظة الحاضر في محاولة الخروج من صندوق الذكريات والنسيان(التصق رأسه بوسادته شاخصة عيناه إلى أن أعلن الضوء حضوره) لأن في الشروق تتحرك الآمال والانشغال بالحياة.
4- صدمة الطبيعة:
اصطدم البطل بالطبيعة وحالتها عند مروره بالقرية مثل( الحقول، محترقة، فزاعة، تهابه الطيور) كانت الطبيعة مطية القاص من بداية القصة ، واعتمد عليها في نهاية القصة بقوله:
(ينعق بمحاذاته غرابان قبل أن يطير إلى الخرائب المجاورة ينتظرانه) هذه صدمة الطبيعة المتمثلة في حضور الطيور الأليفة لحقول المشرقة بالحياة بينما غرابان مكانه الخراب والدمار ، كانت الطبيعة تحاكي ملامح صدمات قصة ظل امرأة.
هذه القراءة تمت المشاركة بها ضمن برنامج (ضيف وقصة)، للقاص عاشور حمد عثمان، وقصته (ظل امرأة)، بالمنتدى العربي للنقد المعاصر بمشاركة العديد من النقاد؛ 14/8/2024م.