مسرح

آراء في .. مسرحية بكاء الموناليزا

في ذكرى أربعين الفنان والمخرج المسرحي “شرح البال عبدالهادي”، ننشر هنا ما قيل حول مسرحية (بكاء الموناليزا) التي قام بإخراجها، والمشاركة بها عربياً، في الدورة الرابعة من مهرجان الكويت الدولي للمونودراما، في أبريل العام 2017. وكانت المسرحية قد تحصلت في العام 2016، على جائزة أفضل سينوغرافيا في مهرجان لبنان المسرح الدولي، مناصفة مع مسرحية (محمود) من سلوفينيا.

مسرحية (بكاء الموناليزا) للكاتب التونسي “ذو الفقار خضر”، تمثيل الفنانة “رنده عبداللطيف”، سينوغرافيا: شرح البال عبدالهادي وأكرم عبدالسميع، إخراج “شرح البال عبدالهادي. والمسرحية تناقش الصراع ما بين الزمن والذكريات.

صحيفة القبس :: عبدالمحسن الشمري

«بكاء الموناليزا».. الصمت يتكلم ويبدع

الفنانة رنده عبداللطيف في مسرحية بكاء المونليزا

نجحت الدورة الرابعة من مهرجان الكويت الدولي للمونودراما في استقطاب عروض مسرحية مميزة من عدد من الدول العربية، لعل أبرزها العرض الليبي «بكاء الموناليزا» الذي قدمته فرقة المسرح الحر- البيضاء، مساء أمس الاول على مسرح الدسمة بحضور السفير الليبي، العرض من تمثيل رندة عبداللطيف، ومن تأليف ذو الفقار خضر ومن إخراج شرح البال عبدالهادي، وهو مونودراما صامتة، نطقت بالكثير، وغاصت في أعماق امرأة عانت كثيرا في حياتها، وتنقلت بين عدة محطات.
صور مختلفة
ما يميز العرض الليبي أنه استعرض حياة ومعاناة امرأة أربعينية من خلال ثلاثة صور، الاولى لوحة الموناليزا المعلقة على الجدار، والتي لعبت دورا مهما، على الرغم من أن العرض لم يتعرض لها إلا في المشاهد الأخيرة عندما قامت الممثلة بتمزيقها وأطلت من خلال اللوحة الممزقة لتقول أنا الموناليزا، وأنا الجمال وانا الضحية كما كانت الموناليزا وإن اختلف الزمن والمكان. الصوة الثانية للساعة الكبيرة المعلقة على الجانب الآخر الموازي لصورة الموناليزا، وكانت دقاتها المتواصلة تذكر الممثلة بماضيها وبمعاناتها وبالظروف التي عاشتها في فترات مختلفة من حياتها، لكن الممثلة أسكتت الساعة بطريقة غريبة عندما قصت خصلة من شعرها الطويل ولفتها حول عقارب الساعة، وكانت لحظة جميلة تفاعل معها الجمهور. أما الصورة الأخرى فهي للحالات التي عاشتها الممثلة رندة عبداللطيف وتنقلها في مشاهد العرض من ولادة طفلها، ثم تعرضها للاغتصاب، والعنف الذي تعرضت له من الرجل، ثم استذكارها بعض الحالات الجميلة في حياتها عندما أطلت من النافذة و«غازلت» أحد الأشخاص، على الرغم من العزلة التي عاشتها، ومن المشاهد الأخرى المثيرة مشهد العرس.
جمالية العرض
حالات مختلفة وصور جمالية بعضها كان عنيفا جدا تفوقت في أدائها الممثلة الليبية رندة عبداللطيف، وكانت السينوغرافيا التي صممها شرح البال عبدالهادي وأكرم عبدالسميع أحد جوانب الجمال في عرض مميز نطق بالكثير وقال الكثير على الرغم من أنه عرض «بانتومايم»، أي صامت لم تنطق فيه الممثلة بكلمة، لكن احساسها بالدور وبالشخصية التي تقدمها كان كبيرا، حيث تعايشت معها إلى حد كبير، ولم نشعر في أي لحظة اننا امام فنانة تمثل بل كنا أمام شخصية حقيقية. ويحسب للعرض الليبي أنه يقدم صورة جميلة للمسرح في ليبيا وللفنانة في ليبيا، كما يحسب له التوظيف المميز لكل قطع الديكور الموجودة على الخشبة، واستغلاله الفضاء المسرحي بتقديم سينوغرافيا نطقت بمعاناة وآلام الممثلة «الضحية».

صحيفة الراي :: فيصل التركي

«العازفة» وقّعت لحن الحياة … و«الموناليزا» بكت على شبابها

مسرحية بكاء الموناليزا
مسرحية بكاء الموناليزا

 
وفي حكاية أخرى، كان بيت الشعر «ألا ليت الشباب يعود يوماً… فأخبره بما فعل المشيب» لشاعر العصر العباسي «أبو العتاهية» لسان حال مسرحية «بكاء الموناليزا».
 
المسرحية مشروع عمل مشترك بين ليبيا وتونس، للمخرج شرح البال عبدالهادي، ومن تأليف ذو الفقار خضر، وجسدت رندة عبداللطيف من خلالها دور البطولة، في حين تقاسم شرح البال عبد الهادي وأكرم عبد السميع مهمة السينوغرافيا للعرض المسرحي.
 
ينتمي العمل إلى المونودراما الصامتة، وتدور أحداثه حول امرأة تجاوزت العقد الرابع من العمر، يحاصرها الزمن المتمثل في تلك الساعة، ذات العقارب الكبيرة التي تتوسط المسرح، والصراع الدائم ما بين المرايا المنتشرة في أرجاء المكان ودقات عقارب الساعة وذاكرتها التي تنزف بلا توقف، وتحاول جاهدة بين الحين والآخر إيقاف الزمن متمثلاً في عقارب الساعة، التي تتحرك باستمرار ما ينعكس على جمال المرأة، وعندما يحتدم الصراع تجد نفسها محاصرة داخل اللوحة.
 
ونجح المخرج بالعمل على السينوغرافيا، ليقدم لنا فرجة مسرحية متكاملة الأركان لناحية الديكور الذي كان معبراً عن العمل، ويملأ فراغ المسرح فيتوسط الفضاء ساعة ذات عقارب ضخمة لترمز الى الزمن، بينما على جانبي المسرح مرايا متعددة، وفي اليمين جزء أقرب إلى غرفة تحتوي أزياء بطلة العمل، أما على مستوى الموسيقى والمؤثرات فإنها واكبت الأحداث واستمرت منذ البداية حتى النهاية لتسير والاضاءة في خطين متوازيين متناغمين.  

مقالات ذات علاقة

توقف

منصور أبوشناف

نصوص درامية من التاريخ الليبي .. حمّـودَة الـزَّاهي

رضوان أبوشويشة

مسرحية.. ربــمــا

حواء القمودي

اترك تعليق