ما أجمل أن نسرق هُنيهات من فَمِ الحصار البليد، حين نتضوّرُ شغفًا، نهِبُ المعنى لغته البِكْر، مُفردة لا تقال إلا رمزَا، نتمعّنُ في سرابنا المُوحش حدَّ الوجع، نغمسُ ذاتنا في مجدِ الصحو ونكهة البُن، نشدُّ أزرَ الوسامةِ بصمتٍ مُهابٍ وقصيد ماجِنٍ، يُدغْدغُ زغبَ الليل لشاعرةٍ حِنطيّةٍ عارمة، امرأة ترُشُّ الملح على طول المسافات بين تلال الرمل وقريتي الصخرية، تتعثّرُ في حصى الأيام قبل أن تغفو على نصِّيَ الكهل الجريح.
