دراسات

ليبيا واسعة – 24 (الــنــم)

[24] النَّم..

(النم) كلمة يقولها الليبييون عند الغضب، وعند فوات أمرٍ ما، وعند رفض الطلب؛ فيقال للطالب: “نعطيك النم”، وأصل النم شجر لا يؤكل ثمره، ولا يفحم حطبه، ولا فائدة منه، أما حديثاً فهو ذو فوائد طبية كبيرة، ويُستخدم أيضاً لصد زحف الرمال.

شجرة النيم

وكلمة (النم) عامية، أما في الفصحى فهو: (النيم):
· “النِّيمُ، وَهُوَ شَجَرٌ. قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ الْهُذَلِيُّ:
ثُمَّ يَنُوشُ إِذَا آدَ النَّهَارُ لَهُ … بَعْدَ التَّرَقُّبِ مِنْ نِيمٍ وَمِنْ كَتَمِ” [مقاييس اللغة].
· “(النيم) شجر تتخذ منه القداح، وهو شجر له شواك لين وورق” [معجم متن اللغة].
ويسمى أيضاً (النام):
· “(النام): لغة في النيم. ضرب من الشجر، وهو السمّاق”[شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم].
وقد نقل صاحب اللسان عن أبي حنيفة أن النيم له ثمر يُؤكل:
· “قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النِّيمُ شجرٌ لَهُ شَوْكٌ ليِّنٌ وورَقٌ صِغارٌ، وَلَهُ حبٌّ كَثِيرٌ مُتَفَرِّقٌ أَمثال الحِمَّص حامِضٌ، فإِذا أَيْنَع اسْوَدَّ وحَلا، وَهُوَ يُؤْكَلُ، ومَنابِتُه الجبالُ” [لسان العرب].
أما كلمة (النم) في الفصحى فتعني: النميمة:
· “النَّمُّ: التَّوْرِيشُ، والإِغْرَاءُ، ورَفْعُ الحَدِيثِ، إِشَاعَةً لَهُ، وإِفْسَاداً، وتَزْيِينُ الكَلاَمِ بِالكَذِبِ.. وَأنْشد ثَعْلَب:
(ونَمَّ عَلَيْك الكاشِحونَ، وقَبْلَ ذَا … عَلَيْك الهَوَى قد نَمَّ لَو نَفَعَ النَّمُّ)” [تاج العروس].

وثمة فرق في النطق بين (النم) الفصيحة بمعنى: النميمة، وبين (النم) العامية بمعنى: شجر النيم، فتُنطق الفصيحة بترقيق النون والميم، وتُنطق العامية بتفخيمهما.     
وكلمة (النم) مستخدمة في جميع أنحاء ليبيا، وقد أخطأ من ظن أنها ذات مدلول جنسي.

مقالات ذات علاقة

زمن الحنين

عادل بشير الصاري

المفكرة التاريخية 3: تأملات حول علم التاريخ والهوية (فكرا ومنهجا)

المشرف العام

المفكرة التاريخية: تأملات حول الولاء والهوية فكرا ومنهجا (3)

مفيدة محمد جبران

اترك تعليق