الطيوب | متابعة وتصوير : مهنَّد سليمان
باستضافة من جهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس نُظِمت مساء يوم السبت 24 أغسطس الجاري احتفالية توقيع ومناقشة المجموعة القصصية المعنونة (نثر من سيرة الهجيج) للكاتب والدبلوماسي الليبي “فتح الله الجدي” الصادرة عن منشورات مكتبة الكون للنشر والتوزيع، وتتصدر غلافه لوحة للفنان التشكيلي “القذافي الفاخري” وسط حضور للنخب الأدبية والثقافية، وذلك بدار حسن الفقيه حسن للفنون بزنقة فرنسيس، ويمزج القاص بين دفتيّ قصص مجموعته عددا من الحكايات المتكئة على التراث الشعبي الليبي، وذلك بمقاربة الواقع من خلال التاريخ، الجدير بالذكر أن هذه المجموعة تعد الثانية للقاص بعد صدور مجموعته القصصية الأولى بعنوان (الطريق إلى أم العجرم).
قصص تنأى عن التعقيد والملل
حيث تولى تقديم وإدارة الاحتفالية الدكتور “نور الدين سعيد” فبيّن بدوره أن القاص الجدي لا يكتب بقواعد ما تعارف عليه من القص فهو لا يحب التقعر الممل بل يترك نصه سابحا في أفقه فأكثر ما يهمه أن يكون مفهوما لدى الملتقي، وإن اكتنفه الرمز أو الإحالة إلى التاريخ أو المرحلة أو الكلمات التي تكتسبها الغربة عن المفاهيم العامة يتابع نصه من الخف دون أن يترك له المجال للتشتت لأنه يقوده بمهارة، وأضاف سعيد أن الجدي تعود لعبته الإبداعية إلى اكتناز قاموسه اللغوي بالكلمات الشعبية التي تتأصل في الفصحى من جهة ومن جهة أخرى تُعمّق أسلوبه على الإشارة والعلامة، وهي دلائل ومفاتيح تشير إلى أن الكاتب يدرك لما يعمل دون أن ينتظر من النقد مثلا، وأوضح سعيد بأن القاص الجدي قد اتبع منهجا في أسلوبه فهو يكتب ما يختلج في عقله من محزون حكائي أراده أن يأتي إليه فطاوعه.
تأريخ لمعاناة التهجير
كما تحدث الكاتب “فتح الله الجدي” عن مداخيل مجموعته آنفة الذكر بأن نثر سيرة الهجيج تُعبر عن معاناة هذا الشعب، وألوان القسوة التي مرّ بها طوال تاريخه، وأردف بالقول : لقد عمدت إلى اختيار-الهجيج- كعنوان تعبيرا عن القسوة ومدى ما كان يكابده الناس جراء الممارسات التعسفية الظالمة للمحتل الإيطالي مما اضطر مجموعات كبيرة للنزوح والهجرة إلى تونس ومصر وتشاد والنيجر ولازال بعضهم حتى اليوم مستقرين في تكلم البلدان فضلا عن أن الهجيج أردتها أن تُعبّر عن القيمة الإنسانية للكائن الإنساني ذاته هذا الإنسان الذي ينتج الأدب والشعر بما يساعده على مقاومة هذه المعاناة، وأشار الجدي قائلا : عندما كتبت مجموعة (الطريق إلى أم العجرم) قلت في مقدمتها أنني أكتب لنفسي وثلة من أصدقائي بيد أني لاحقا حدث أن دُفعت دفعا لإصدار المجموعة بتشجيع من الأصدقاء.