متابعات

مدرسة الفنون والصنائع تفتتح أبوابها بمعرض زخارف وحرف

افتتاخ فعاليات معرض (زخارف وحرف) بمدرسة الفنون والصنائع الإسلامية

عقب إغلاق امتد لسنوات طويلة شهد مبنى مدرسة الفنون والصنائع الإسلامية بمدينة طرابلس مساء يوم الأربعاء 28 أغسطس الجاري احتفالية افتتاح فعاليات المعرض السنوي للمدرسة بعنوان (زخارف وحرف) احتفاءً بتراث عريق لا يُقدّر بثمن وبأيادٍ ليبية أبدعت ومازالت تحمل شعلة الحرفة بمهارة واتقان وابتكار حيث جمع المعرض إرث الماضي وتطلعات المستقبل وسط حضور لفيف من المسؤولين وأهالي مدينة طرابلس من خلال عرض أعمال أقسام الصناعات الجلدية، والمعادن، والخزف والفخار، والحفر والتطعيم، وقسم النجارة والأزياء والفنون التشكيلية.

تاريخ تأسيس مدرسة الفنون والصنائع التاريخية
واستهلت الاحتفالية بكلمة للباحث في مجال التاريخ “محيي الدين الكريكشي” أشار من خلالها إلى أن فكرة إنشاء مدرسة الفنون والصنائع تعود لآواخر القرن التاسع عشر عام 1871م بعد أن تنادى أهالي طرابلس وذهبوا إلى عميد البلدية الشيخ علي القرقني وطالبوا منه أن يأذن لهم بإنشاء مدرسة تهتم بالتصنيع والحرف اليدوية والحرف التقليدية، وتمت الموافقة وأمدهم عميد البلدية بالأموال المطلوبة بيد أن المشروع لم يستكمل إلا في عام 1895م بوجود الوالي العثماني “نامق باشا” الذي وافق على الفكرة وذلك بإنشائها بهذا المكان الذي كان بستان تملكه إحدى العائلات الطرابلسية، وافتتحت المدرسة عام 1901م، وأوضح الكريكشي أن المدرسة كانت تهدف لخلق الأيدي الفنية الماهرة في التصنيع والورش والموسيقى والفنون التشكيلية إذ خُصصت للأسر الفقيرة والأيتام، وتابع الكريكشي : أقيم بالمدرسة ورش لغزل الحرير والصوف والقطن علاوة على وجود عدة حرف مختلفة كما اهتمت بالألعاب الرياضية، وأضاف الكريكشي بأن هذا المكان قد اكتسب أهميته بزيارة الوفود الدبوماسية والرؤساء له مثل نيسكون حينما كان نائبا للرئيس الأمريكي إيزنهاور والرئيس التونسي الحبيب بورقيبة.

الصعوبات والتحديات
فيما أعربت المهندسة “عزة الشحاتي” عن إصرار القائمين على إدارة مدرسة الفنون والصنائع على أن تفتح المدرسة أبوابها تطلعا وتصميما لاستئناف مناشطها وإعادة الروح والحياة إلى فضاءاتها وفصولها وورشها ومسرحها وعنابر قسمها الداخلي، ولفتت الشحاتي إلى أن مدرسة الفنون والصنائع الإسلامية تأسست قبل 124 عاما لتكون منارة علمية وقلعة يتلقى فيها أبناء الوطن فنون الحرف ومهارات الصناعات، واستمرت طوال تلك السنوات في تأدية رسالتها فتارة تصعد نجاحا وتلامس السماء وتارة تستريح راحة المحارب وتارة أخرى تنال منها المظالم والأطماع، وأضافت الشحاتي أنه برغم كل ما تعرضت له المدرسة لم تتوقف يوما ولم تستلم ولن نستسلم فما بني على الخير يبقى أبد الأبادين قائما على الخير، وأكدت الشحاتي في المقابل أن المدرسة اليوم تواجه صعوبات وتحديات جمّة بعضها إداري وبعضها مالي لكن أهمها على الإطلاق توقف تننفيذ أعمال المشروع الهندسي لترميم وتطوير مبناها التاريخي المحمي بموجب قانون الآثار الليبي والمسجل على قائمة تراث العالم الإسلامي، وأوضح الشحاتي بأن التبعات السلبية جراء توقف أعمال الصيانة والترميم أدى لتردي الحالة الإنشائية وتأثره سلبا بالعوامل الجوية المتقلبة ناهيك عن المعاناة الكبيرة التي يعيشها طاقم المدرسة التعليمي والتدريبي وطلابها في ظل عدم توفر ورش تحوي المعدات والآلات التدريبية.

صراعات المدرسة القانونية
بينما ألقى السيد “إبراهيم الخليفي” عميد بلدية طرابلس المركز بكلمة أشاد فيها بما سماه (فزعة) من أهل طرابلس لأحد القلاع والمباني التاريخية الهامة بالمدينة، وأردف بالقول: إن البلدية في ظل هذه الظروف ليست معزولة عن الواقع مؤكدا بأن قوة البلدية قوة مدنية بعيدة عن الأرتال العسكرية، وأوضح الخليفي بأن بلدية طرابلس المركز تلوذ بأهالي المدينة فهذا الصرح التاريخي تورطت في التجاذبات السياسية المحتدمة مما جعلنا إزاء أزمة طائلة، وأضاف قائلا : لقد إرتأينا اليوم أن على أهلنا بطرابلس أن يضطلعوا معنا بالمسؤولية كي نكون متعاضدين كتفا بكتف فنحن اليوم وسط مفترق طرق فإما أن نحافظ على هذا الموروث الثقافي وإما الرجوع إلى البيوت انتظارا للأرتال العسكرية، وبيّن الخليفي أيضا أن هدفنا من إعادة افتتاح المدرسة اليوم هو للوقوف على ما آلت إليه المدرسة بعد أن كانت مغلقة بقرار من النيابة العامة فالمدرسة دخلت ضمن سلسلة من الصراعات القانونية، وتابع قائلا : سنتقدم بمذكرة تظلم باسم أهل طرابلس بضرورة أن يكون هناك مجلس أمناء للمدرسة، كما أعزى الخليفي جوهر المشكلة إلى الحاجة لفصل العمل المحلي عن الإدارة المركزية العليا نظرا لوجود القرارات الاشتراكية الخانقة التي تساهم في عدم تفعيل الحكم المحلي.

انقطاع التواصل بين الأجيال
من جانبه رأى السيد “سالم حنيش” عن منظمة من أجلك يا طرابلس بأننا نفتقد إلى التواصل الاجتماعي الصحي والسليم سيما بين الأجيال فمدرسة الفنون والصنائع عُرفت بمصنع الرجال، وجميع الأدوات الحرفية داخل المدينة القديمة هي مخرجات مدرسة الفنون والصنائع باعتبار أن هذه المدرسة تملك إرثا كبيرا وممتلكات واسعة أين هي الآن ؟ لا أحد يدركها اليوم.

توقيع اتفاق شراكة
وفي ختام الاحتفالية تم توقيع على اتفاق الشراكة بين كل من بلدية طرابلس المركز ومدرسة الفنون والصنائع الإسلامية على تأسيس ميثاق للشراكة بين الطرفين يرتكز على تقاسم القيم والأهداف والغايات والتفاهمات، ويهدف إلى تنسيق الأعمال الخاصة في مجال الحفاظ على تراث مدينة طرابلس الثقافي والصناعات الحرفية والتقليدية لتوفير الفرص لأبنائها الموهوبين في تلقي تعليم وتدريب عالي المستوى مع تطوير شامل لنظم التدريب المقترن بالمبادرات وبناء القدرات القادرة على المنافسة في سوق العمل فضلا عن الاهتمام بالمبنى التاريخي للمدرسة كونه أحد أهم المعالم الحضارية والثقافية والتعليمية الواقعة ضمن الحدود الإدارية لبلدية طرابلس المركز.

مقالات ذات علاقة

عرض الفيلم الليبى “زهرة البنفسج” في مهرجان أسوان لأفلام المرأة

المشرف العام

صدور عدد جديد مجلة رؤى الليبية

المشرف العام

الروائية الليبية رزان المغربي: موضوع الهجرة في الأدب عميق الجذور

المشرف العام

اترك تعليق