سيرة

عبدالسلام المسماري .. شهيد الوطن وصوت الحق

الذكرى الـ11 لرحيل الناشط الحقوقي عبدالسلام المسماري

المناضل عبدالسلام المسماري
المناضل عبدالسلام المسماري

لابد من ليبيا وإن طال النضال

لم تكن مجرد جملة اطلقها المناضل والناشط الحقوقي، الراحل عيدالسلام المسماري؛ شهيد الوطن وصوت الحق، إنما الأيقونة التي لخصت مسيرة الراحل وإيمانه بأن ليبيا ستكون، وإن رحلة الوصول صعبة.

ولد الراحل عبدالسلام المسماري، بمدينة بنغازي العام 1959م، حيث تدرج في مدارسها حتى تخرجه في القانون بجامعة بنغازي، العام 1989م.

بعد تخرجه بدأ حياته الوظيفية بالعمل كوكيل للنيابة، ثم دخل سلك القضاء، ليستقيل من بعد، ويبدأ العمل في المحاماة الخاصة.

ومنذ تكون وعيه، عرف عن الراحل مناوأته لنظام القذافي، ونقده لنظامه الذي كان أرهق المواطن الليبي، حتى وإن لم يجاهر لسطوة النظام، إلا أنه خلال حواراته لم يخفي تطلعاته ودعوته لبناء دولة مدنية ديمقراطية ودعم حقوق وحريات الإنسان.

إضافة إلى اهتماماته السياسية والحقوقية، كان للراحل عبدالسلام المسماري اهتمامات أدبية وثقافية، حيث صدرت له مجموعته الشعرية (مدن الخوف).

حراك فبراير 2011

كان الراحل المسماري من ضمن الداعمين لضحايا مجزرة بوسليم، التي وقعت أحداثها عام 1996م، معظمهم كانوا من سجناء الرأي والتعبير، وواجه النظام السياسي السابق في ليبيا مطالبا بكشف الحقيقة ومعاقبة الجناة.

هذه القضية، كانت شرارة الحراك الشعبي الذي اطلق ثورة 17 فبراير، حيث كان من الشخصيات دعت إلى التظاهر في ليبيا  سنة 2011م، ولعب دوراً قياديًا  كمنسق عام لائتلاف ثورة 17 فبراير، وصاغ بيانها الأول.

عرف عنه معارضته الشديدة لسيطرة بعض الجماعات المحسوبة على الإسلام السياسي، والذين سيطروا على مفاصل الدولة بعد أكتوبر 2011م، وبشكل خاص المجلس الوطني الانتقالي.

في ذات الشأن انتقد الراحل، وبشكل علني وعبر وسائل الإعلام المحلية والعربية، الجماعات المسلحة التي حاصرت وزارتي الداخلية والعدل في طرابلس، مايو 2013م، واصفًا إياها بالجماعات المنقلبة على الشرعية في البلاد.

ديوان (دن الخوف) للشاعر والحقوقي عبدالسلام المسماري
ديوان (دن الخوف) للشاعر والحقوقي عبدالسلام المسماري

اعتداءات وتهديدات

(لمن يهددون باستخدام العنف ضدنا أو القتل أو التغييب بسبب مواقفنا الوطنية، نقول لكم سنهزمكم بنضالنا السلمي، أقوى سلاح بيد الشعوب. فخلال انشغالكم بالصراع على السلطة ونهب أموال ليبيا، نجحنا في تغذية وعي الشعب بالأفكار والحقائق التي بلورت ولادة تيار شعبي واسع يرفضكم، ويدرك تجاوزاتكم والضرر الذي ألحقتموه بالوطن).

يلخص هذا المنشور رؤية الراحل؛ عبدالسلام المساري، للنضال السلمي، وأهمية قيام الدولة المدنية التي تضمن حقوق المواطن، التي لم يفتأ ينادي بها، من الرغم من التهديدات والمضايقات والاعتداءات الجسدية التي تعرض لها من قبل مجهولية، مايو 203م.

الاغتيال

بعد انتهاء صلاة الجمعة في شهر رمضان، 26 يوليو 2013م، بمسجد (بوغولة) في حي البركة، بمدينة بنغازي، توقف الراحل صحبة أحد الأصدقاء للحديث، قبل ان تتوقف سيارة كجهولة، ترجل منها مسلح اتجه بشكل مباشر صوب الراحل، عبدالسلام المسماري، ويطل عليه وابل من الرصاص بشكل مباشر.

ورغم محاولة إنقاذ الراحل المسماري، ووصوله إلى المستشفى، إلا أن فارق الحياة، ليدفن في جنازة مهيبة احتشد لها سكان مدينة بنغازي.

في ديسمبر 2013م، صدر ديوان (مدن الخوف) لشهيد الحراك السلمي في ليبيا “عبدالسلام المسماري”. عن دار ومكتبة الفضيل للنشر والتوزيع، بنغازي.

رحل عبدالسلام المسماري، وبقي النضال مستمرًا: لابد من ليبيا وإن طال النضال.


عن مصادر متعددة.

مقالات ذات علاقة

محاولة القبض على سيرتي الأدبية!؟ (48)

حواء القمودي

علي مصطفى المصراتي

المشرف العام

للتاريخ فقط (12)

عبدالحميد بطاو

اترك تعليق