40 الراحل، الفنان الليبي إبراهيم حفظي
الطيوب
على المستوى الشخصي، أشكر منصات التواصل الاجتماعي التي عرفتني إلى هذا الفنان، الذي بالكاد يذكر خلال الحديث عن الأغنية الليبية، بالرغم من دخول المبكر للإذاعة وتسجيله لمجموعة من الأغاني.
فقبل سنوات شاركني أحد الأصدقاء مقطعًا عن قناة مسبيرو زمان، تعرض لأحد حفلات أضواء المدينة بمصر، تتقدم فيها مذيعة الحفل لتقديم أحد الفنانين، الذي للمفاجأة كان من ليبيا، معلنة اسمه بلهجتها المصرية: إبراهيم حفظي.
ليكون أول فنان ليبي يغني في حفلة (أضواء المدينة)، العام 1967م، حيث غنى أغنية (من غيبة مناها)، كلمات: عثمان الوزري، لحن شعبي قديم مستوحى من الأغنية المشهورة (وعيوني سهارى).
الميلاد والنشأة
ولد الفنان الراحل إبراهيم حفظي، بمدينة بنغازي، وتحديدا بمنطقة البركة في العام 1939م، واسمه الحقيقي “إبراهيم عبد الله علمو”. حيث درس وعاش بها وتنقل بين مجموعة من المهن، حتى حصوله على وظيفة في الشؤون الإدارية بشركة الخليج النفطية، لينتقل من بعدها إلى جهاز تنفيذ وإدارة النهر الصناعي منذ تأسيسه، كموظف بإدارة الخدمات، ونائبا لمدير الخدمات لأكثر من 20 سنة، واستمر في وظيفته بالجهاز حتى تقاعده عن الوظيفة العامة.
حياة فنية غنية
بدأ الراحل إبراهيم حفظي، حياته الفنيّة بداية خمسينيات القرن الماضي، محبًا للموسيقى والغناء، في مرحلة شبابه كان يتردد على مقاهي منطقة (الفندق) المعروفة لسكان مدينة بنغازي، حيث كانت المقاهي تتنافس فيما بينها في بث الأسطوانات، وكان لكل مقهى مطربه المفضل، مما أتاح له متابعة كل جديد للمطربين، الذين أحبهم وتعلق بهم.
في أحد اللقاءات يقول الفنان إبراهيم حفظي:
(مع ظهور فرقة الإذاعة -بإذاعة بنغازي-، بداية خمسينيات القرن الماضي، وكان نجمها في ذلك الوقت الفنان الكبير “محمد صدقي”، كان الفرقة تقدم بعض العروض الفنية، وأذكر أنه أقيم احتفال بدار عرض سينما هايتي، فدخلت الاحتفال، وكان لحظتها الفنان “حسن عريبي” يتغنى بأغنية (في غلطتك سامحتك) من لحنه، وكلمات “محمد المريمي”. كانت المرة الأولى التي أحضر فيها احتفالاً فنياً، الأمر الذي زاد تعلقي بالفن والفنانين، والأغنية الليبية).
تأثر الراحل بالفنانين: محمد صدقي، حسن عريبي، السيِّد بوُمِدين، علي الشَّعاليّة، الذي شجعه على الالتحاق بالفرقة الموسيقية بالإذاعة، وذلك عبر برنامج ركن الهواة.
وعن التحاقه بالإذاعة يقول الفنان إبراهيم حفظي -رحمه الله-:
(كان هناك برنامج (ركن الهواة)، وكان يقدم عبر الإذاعة، وكان البرنامج يستقبل كل هواة الغناء آنذاك، وفي ذلك الوقت كانت أغنية (طيرين في عش الوفاء)، في أوج انتشارها، فأحببت الدخول بها لركن الهواة، لكنهم اختاروا لي أغنية للفنان “الطاهر عمر” بعنوان (في جبلنا ارتاح)).
داوم الراحل على الغناء في ركن الهواة أكثر من مرة، فعرض عليه الانضمام للإذاعة وأجري له اختبار للصوت، وكانت اللجنة مكونة من: يوسف العالم، صبري الشريف، عبد الحميد شادي، وغنى للجنة أغنية (ظلموه)، للفنان “عبد الحليم حافظ”، حيث كانت هذه الأغنية في حينها لها جمهور واسع، نجح في الاختبار بنسبة 50%.
هذه الإجازة كانت الانطلاقة الحقيقية للفنان حفظي -رحمه الله-، بانضمامه لقسم الموسيقا، بإذاعة بنغازي، مع المجموعة الصوتية، وسجل أول أغنية له، التي كانت بعنوان (متع أنظارك)، من كلمات “علي مرسي الشاعري”، وألحان “صبري الشريف”، تلتها أغنية (يزهى الغلا).
في العام 1963م، شارك الراحل بأوبريت (ألحان خالدة)، من كلمات الشاعر والباحث في التراث “عبد السلام قادربوه”، وألحان الفنان الكبير “حسن عريبي”، بمشاركة الفنانين: إبراهيم حفظي، ومحمد الفلاح، وأحمد كامل، ومحمد مختار، والطاهر عمر.
بعد هذه التجربة الناجحة، عاد الراحل في عام 1965م، للمشاركة في أوبريت (البادية)، التي كتبه الشاعر “عبد ربه الغناي”، ولحنه “حسن عريبي”، وتغنى به كل من: إبراهيم حفظي، ومحمد مختار، وعلي الشَّعاليّة، وأحمد كامل، والطاهر عمر، ومحمد الفلاح، وفؤاد نجم.
سجل الفنان إبراهيم حفظي -رحمه الله- مجموعة من الأغاني، نذكر منها:
– أغنية (متع أنظارك)، كلمات/علي الشاعري، ألحان/ صبري الشريف.
– أغنية (يزهى الغلا)، كلمات/ علي الشاعري، ألحان/ صبري الشريف.
– أغنية (محتار في حبك)، كلمات/ عثمان الوزري، ألحان/ صبري الشريف.
– أغنية (يحرم عليّا الحب)، كلمات/ عثمان الوزري، ألحان/ صبري الشريف.
– أغنية (تستاهلي يا عيني)، كلمات/ أنور الهوني، ألحان/ سليمان بن زبلح.
– أغنية (الليل ياما فيه)، كلمات/ عاشور عبد العزيز، ألحان/ سليمان بن زبلح.
– أغنية (لا يا حنين)، كلمات/ عثمان الوزري، ألحان/ سليمان بن زبلح.
– أغنية (مع النسمات)، كلمات/ عثمان الوزري، ألحان/ سليمان بن زبلح.
– أغنية (داري عذاب الشوق)، كلمات/ عبد السلام زقلام، ألحان/ يوسف العالم.
– أغنية (يوم الأباء)، كلمات/ سامي أبو النور، ألحان/ يوسف العالم.
– أغنية (في عيونك شوق)، كلمات/ فرج المذبل، ألحان/ يوسف العالم.
– أغنية (عيشي مع الدمعة)، كلمات/ عاشور عبد العزيز، ألحان/ عبد الجليل خالد.
– أغنية (كنا وكان الود)، كلمات/ عاشور عبد العزيز، ألحان/ عبد الجليل خالد.
– أغنية (قد كفاني)، كلمات/ محمد المهدي، الحان/ عبد الجليل خالد.
– أغنية (رسالة عامل)، كلمات/ سالم محمد، ألحان/ إبراهيم سواني.
– أغنية (كلمة هناء)، كلمات فتحية مختار، ألحان/ إبراهيم سواني.
– أغنية (حبيب نحسابك)، كلمات/ سالم محمد، ألحان/ علي أبو السعيد.
– أغنية (يا بلادي)، كلمات/ محمد مخلوف، ألحان/ علي أبو السعيد.
– أغنية (أحترت معاك)، كلمات/ عثمان الوزري، ألحان/ علي أبو السعيد.
– أغنية (أحلى الليالي)، كلمات/ عاشور عبد العزيز، ألحان/ عمر رضوان.
– أغنية (النصيب)، كلمات/ عبد السلام زقلام، ألحان/ عمر رضوان.
– أغنية (يا غايب علينا)، كلمات/ مفتاح الجديد، ألحان/ مفتاح الجديد.
– أغنية (يا بعيد السية)، كلمات عبد السلام قادربوه، ألحان/ حسن عريبي.
– أغنية (أخي في بلادي)، كلمات/ عاشور عبد العزيز، ألحان/ عطية شرارة.
– أغنية (كي ما تعرفنا مازلنا)، كلمات/ عثمان الوزري، ألحان/ عبد الجليل خالد.
– أغنية (من غيبة مناها)، كلمات/ عثمان الوزري، ألحان/ من التراث.
– أغنية (جضرات في الخاطر)، كلمات/ عاشور عبد العزيز، ألحان من التراث.
– أغنية (يا متوكل على باب الله)، كلمات/ عبد المالك التهامي، ألحان/ مسعودة القرش.
وفاته
في آخر حياته تعرض الراحل، الفنان إبراهيم حفظي، للمعرض، ليعلن عن وفاته صبيحة الجمعة؛ 12 يوليو 2024م، عن وفاته بعض عارض صحي، عن 85 عاماً. ورغم النداءات العديدة التي أطلقها أصدقاء الراحل ومحبيه، لم تلفت أي من مؤسسات الدولة لدعمه في مرضه رحمه الله.
________________
المصدر:
الإنترنت.
منشور للباحث والمؤرخ الفني بشير شلابي.
