سرد

التخريجة

من أعمال التشكيلي محمد بن لامين
من أعمال التشكيلي محمد بن لامين

ما كان ليعطيني درهمًا من جيب قلبه أشتري به حلوى عيد، هي قضاء لي لولا شفاعة الأبدال، وخاتمي الذي ليس في إصبعي، وقد نهبته ساحرة فاتنة اعترضتني في الطريق!

قلت لهم: طيب طيب اتركوه لحالي…

واذَّكَرْتُ بعد أمة من الدهر حينها ثم نسيت.. الگيلاني الذي أرسلته جدته في القافلة إلى بغداد وما حدث معه.. ثم التقمني من بعدها فم الزمان دورة أخرى، ونهش من صدري قصيدة كنت أحبها..

ما كان شيخي امرئ ضوء

وما كانت شمعتي شعيلة..

كنا نحتاس في ليل الكون

هات يدك، هات يدك

أبعد قدمك، ارجع للأمام قليلا،

أي، أي.. لا ترفسني..

ثم أفضنا إلى نهر كأن ماءه فضة الغيب، عريض وممتد ووارد من الجهتين..

قلت إني نسيت الموت، وما أنسانيه إلا الرحمن، إنه كان بي كفيا…

ما يهمني أنه كان ضربا من الحلم، أو واقعة يشيب منها الرضيع أو حتى لو أنها تغريدة التصقت بجأشي لعسر هضم حاق بي من مطعم سوء أو من جاثمة على الصدر أخذت بخناقي كله!

ثم أطلقتني في حلقة انفاس ندية..

ولولت وقتها مثل ثكلى من الغابرين وظننت أني موشك على الحياة وأنني منذور لضرورة الماء، وأنا تلك الحجرة التي داستها أقدام القافلين لا تدك في جدار ولا تكون حتى ثالثة الأثافي!

وذلك كان لأنني لست من أهل النار ولا صاحب قِدْر في القبيلة.. ثم فزعت وبي صحوة مهيبة ورأيت ورأيت.. وذلك الكلب المجروب توقف عن النباح!


° استقطاعات من رواية “التخريجة” أيام ممدودات مع كاشيرما.

° يريد أن يكتبها محمد بن لامين

مقالات ذات علاقة

فـوضـى

الصديق بودوارة

شفرة لوتوفاجي (4)

علي باني

الأبراج الليبية

محمد النعاس

اترك تعليق