طيوب النص

زئبقيّات

لوحة الساعاة لسفادور دالي (الصورة: عن الشبكة).
لوحة الساعاة لسفادور دالي (الصورة: عن الشبكة).

ضنك المُفردة، تُضيّقُ الخِناق على مُتّسعات الأبجدية، لا معنًى يُقارعُ صولة اللغة ومآلاتها عند جذوة البلاغة وضمير الكتابةـ الثبات رُسُو الفكرة في مرافئ الدلالة، أختزلُ عتمة الليل بروحٍ هشّة مُتعبة، أتجاوز سواده الضاري

يسكبُني الصمت في مجاز اللاوعي، دون إصغاءٍ، أجترحُ غُصّة الهزيع الأخير من ليلةٍ ضئيلة، لا أتخيل ملامحها، لكن نبرة أنينها كأتّها أنتِ بلا منازع حين تقولين صباح الخير، بِبُحّةٍ كسولة وقّادة، هي كأغنيةٍ مطرية إبّان خريفٍ يُغادر إلى حيث صوت الشمال، هناك ثمّة ريح مهدورة، تهب هديرها لقارعة الأجل، ظمأ زمني خارج اللحظة المرتعدة الخاشِعة وفراغكِ اللوني، غرقٌ أزلي كغربة الإهاب، تفتّشين عن مسار اللهب في ديمومة الزُرقة المتدثّرة بالإنطفاء، الوحشة سردٌ ابدي، يُضمرُ الغياب المُكدس والانتظار كائنٌ هزيل، يسقط من بين كفوف التداعي كانزياح الماء من سفح الرخام، الزمن المتاخم لرشّةِ الذاكرة يصهلُ كرجع صدًى هائل وانهمار لا يُرتجى من مساءات المنافي الناتئة من جذوع الرمل الفضيّة دافقة المقام، فوق هامة العُلو، ممزوجة سماء قريتي الصخرية بحزمٍ من الأشعة فوق البنفسجية، وسّمت جلدي الكهل بسمارٍ كأنّه القمح تهزّهُ لمعة الأوان وإبّان النضوج، يتوقُ للمناجل وأيادي الحصاد، أصهلُ فوق ناصية الضمير، كالمتاهة المضطجعة فوق سراب الظهيرة، أتجرأُ نصًّا على مسامع الشاردين، وعند عشائهم الأخير سأنعي كل الغرباء في مدينتي الباهتة، لأنهم وحدهم من اختاروا حتفهم الجليل وسلكوا طريقا إلى الجحيم، عدمٌ يليق بمثواهم النذير .

مقالات ذات علاقة

حراس المخيلة

منى الدوكالي

كلمة حق في بلاد الباطل

المشرف العام

أقلام ضجرة…

مريم الشكيلية (سلطنة عمان)

اترك تعليق