متابعات

حوارية عن الإعلام الليبي بين الحقيقة والاستشراف

الجلسة الحوارية الثالثة بعنوان (الإعلام الليبي مهنة التأصيل: الحقيقة والاستشراف)

نُظِّم مساء يوم الإثنين 02 سبتمبر الجاري بمركز التدريب المقام على كورنيش طريق الشط بطرابلس الجلسة الحوارية الثالثة التي حملت عنوان (الإعلام الليبي مهنة التأصيل: الحقيقة والاستشراف)، وذلك ضمن فعاليات أيام الصيف لعام 2024م بمشاركة نخبة من الصحفيات والإعلاميات الليبيات وهم : الصحفية “فتحية الجديدي“، والإعلامية “سارة سوسي”، والصحفية “خلود الفلاح“، حيث تولت رئاسة الجلسة الدكتورة “مفيدة محمد جبران” الباحثة والمستشارة لدى الهيئة الليبية للبحث العلمي حيث نوهت في مقدمتها الاستهلالية إلى أن أجهزة الإعلام الليبي أصبحت تتسم بالتضليل فبعض القنوات الفضائية وبعض الأقلام اتخذت وسائل تلفيقية بغية فبركة المعلومات ونقلها للرأي العام تبعا لأيديولوجية معينة أو لممارسة التملق تجاه شخصيات ما مما جعل المتلقي في حيرة وتخبط بين الحقيقة والمعلومات المُضللة، وأوضحت الدكتورة مفيدة أن بعضهم اتجه لتصديق ما تذيعه وتعرضه هذه الأجهزة الإعلامية، وأردفت الدكتورة مفيدة بالقول : لقد اهتديت لحقيقة شبه مؤكدة مؤادها بأننا كمجتمع محلي نعاني من حالة سيكولوجية ترفض التغيير السريع وكذلك عدم قبول الرأي والرأي الآخر وعدم الانصات والتدبر فيما يُعرض على الشاشات، وأعزت الدكتورة مفيدة هذه العوامل إلى خصائص الشخصية الليبية ومناقبها الحادة غالبا.

التحديات المهنية للصحفي والإعلامي
فيما شاركت الصحفية فتحية الجديدي بورقة بحثية بعنوان (التحديات المهنية للكوادر الإعلامية والبنية الصحفية) بيّنت من خلالها أن الصحفيين يفترض بهم أن يؤدوا مهامهم المهنية في إطار بيئة صحية تتيح لهم القيام بالعمل الصحفي على الوجه الأمثل لكي يقدموا محتوى يرقى للمستوى المطلوب، ويطابق الشروط والمعايير المهنية وفق مواصفات الصحافة الحقيقية كفن ومهنة وحرفة، وبذا تنجح الصحافة بتحقيق أهدافها بدائرة مسؤولياتها التي تكفل حق الصحفي داخل بيت العمل، كما أضافت الجديدي بأن ثمة جملة من التحديات التي مازالت تواجه الصحفي والعامل في قطاع الإعلام حتى اليوم مشيرة إلى أنه عندما نتحدث عن التحديات المهنية فإنه يتوجب علينا الإشارة إلى الصعوبات والعراقيل المُكبّل بها الصحفي والإعلامي، إذ عددت الجديدي مجموعة من العوامل المُعرقلة لعمل الصحفي منها الحالة الأمنية باعتبارها دائما ما تقف على رأس العوائق الحائلة بين الصحفي وتأديته لعمله بمهنية علاوة على الظروف الاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية موضحة أن الأمن الغذائي والداوئي من الأسباب التي تقض مضجع الصحفيين في ظل تلاحق الأزمات وغياب الاستراتيجيات الحكومية، ولفتت الجديدي إلى مسألة النفاذ إلى المعلومة والأسلوب الذي تتبعه المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة يتناقض بصورة كلية مع أحقية النفاذ إلى المعلومة، وتطرقت الجديدي إلى عدد من الجوانب الأخرى مثل البيروقراطية الإدارية والعوائق التقنية والقصور في التعامل مع التنقيات الحديثة وغيرها.

رفض المجتمع مناقشة قضاياه
بدورها سلطت الإعلامية سارة سوسي الضوء على بعض ما يعانيه المجتمع الليبي من فجوات لاسيما أثناء تعاطيه مع الإعلام مؤكدة بأن مجتمعنا المحلي لازال يفتقد لقابلية استيعاب عيوبه ومواطن الخلل والضعف داخل بنيته الاجتماعية والثقافية، وأردفت أن الواقع المجتمعي الليبي يستهجن تماما فكرة تطرق الإعلام لحساسيات وقضايا اجتماعية معينة، وأشارت سوسي إلى أنها قد تعرّضت لبعض التهديدات على خلفية طرحها لموضوعات حاول عبرها إماطة اللثام عن المسكوت عنه مما دفعها للعدول عن مناقشىة هكذا ملفات شديدة الحساسية مثل زواج القاصرات، وتسول الشرائح العمرية النائشة، وأكدت سوسي بأن عدم فتح النقاش حول هذه الملفات الخطيرة بدواعي وذرائع واهية يُفاقم من تداعياتها ومضاعفاتها على الثقافة الأسرية لدى المجتمع ككل.

ما بين الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية
من جهتها تحدثت الصحفية “خلود الفلاح” عن انحيازها لكل من الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية معللة ذلك باتساق أهدفهما عن التوعية والبحث عن الحقيقة برغم أنهما داخل حلبة تنافس شرسة، وأردفت الفلاح بالقول : منذ سنوات طويلة ظهرت دراسات تفيد بأن الصحافة الورقية مآلها إلى الزوال وهو ما لم يتحقق قط صحيح أن بريق الصحافة الورقية قد تراجع سيما من عدد النسخ ومعدلات التوزيع وتحول الإصدار من اليومي إلى الأسبوعي بيد أن الصحافة الورقية لازالت قائمة على أي حال إلى جانب الصحافة الإلكترونية يذهبان في نفس الاتجاه، وأضافت الفلاح أنه برغم تميز الصحافة الإلكترونية بسرعة نقل الأخبار ونشرها على جميع منصات التواصل الاجتماعي والتفاعل المباشر والحي للجمهور الذي ساهم في تشكيل الرأي العام إلا أن الصحافة الورقية أنيط بها مهمة تحليل الأخبار وتقديم قراءة لما وراء الخبر ودراسة تحليل آثاره، وأوضحت الفلاح أوجه الاختلاف بين منصات التواصل الاجتماعي وبين العمل ضمن منصة إخبارية معروفة، وترى الفلاح بأن الصحفي المهني ملزم بتقديم مادته الخبرية المختلفة عن ما تنشره المنصات الإلكترونية الأخرى.

مقالات ذات علاقة

فرحات فضل.. أغنيةٌ ليبية تذهب إلى الصمت

محمد الأصفر

الورفلي وأبوسالم يُميطان اللثام عن أغوار تاريخ القرنين الثامن والتاسع عشر

مهند سليمان

السحّارية…صور تحمل ذاكرة التراث

مهند سليمان

اترك تعليق