علاء بن دردف
الحجاج عن الحقيقة وكشفها.. وازاحة الضلال عنها.. إحدى مهام المحاماة.. أو هكذا ينبغي أن تكون.
وهل يحجب ضوء الحق؟
نعم.. فكثيرا ما يحدث ذلك.. فتنكسف شمسه.. ويحتاج شأنه إلى من يكشف الستار عن الظلام الذي يلفه..
يجول بنا الأستاذ “عمران محمد بورويس” في كونه الذي صنعه بنفسه.. ومزج بين مكوناته والتي نظنها بعيدة عن بعضها.. وهي ليست كذلك.. طبقا لرؤاه الشفافة..
يمزج داخل عالمه بين عوالم.. يتداخل فيها التاريخ والقانون وفن المسرح.. بمزج بديع..
أو ليست الحياة نفسها مليئة بالمسرحيات.. وما خشبة المسرح إلا اختزال وتكثيف لصفحات من مشاهد الحياة.
يمضي “عمران”.. داخل أروقة المحاكم.. ومنصات المسارح.. متجولا.. في تجربة هو عرفها واستمتع بها اثناء دراسته للقانون بالقاهرة.. تنقل مستمعا ومشاهدا بين محاضرات القانون وفنون المسارح..
فليس ثمة فرق.. فالكل يحاجج عن الحقيقة.. ويعرضها بطريقته..
هكذا.. تجول في كتابه “الفن المسرحي وفن المحاماة.. عالميا وليبيا.. القواسم المشتركة، موثقا لتاريخ المسرح وكذلك المحاماة.. عبر مختلف العصور والحضارات.. الإغريق.. الرومان.. الفرس.. الفراعنة الهنود.. العرب المسلمون.. أوروبا..
معالم وملامح يتوقف عندها ساردا لفن المسرح وطبيعته لدى كل حضارة.. وأشهر المسرحيات ورموزها وروادها.. وفي الشق الآخر من الكتاب.. يؤرخ لمهنته “المحاماة”.. عارضا تاريخها لدى مختلف الحضارات..
موثقا عبر فن المسرح وفن المحاماة.. أبرز مراحله في ليبيا.. وأهم شخوصه ورموزه.. والذين حملوا مشاعل الفن المسرحي ومهنة المحاماة داخل هذه المنطقة المهمة من جغرافيا وتاريخ العالم.
يضع “عمران” على غلاف كتابه.. شعار ميزان العدالة.. وتمثالا تاريخيا قديما يرمز إلى ليبيا.. ونقشا لشجرة السلفيوم.. ورمز الوجوه المسرحي الشهير..
يوثق كل ذلك.. ويتلوه بكتب توثيقية أخرى عن المحاماة في ليبيا.. وتاريخ تأسيس الجيش الليبية.. وتاريخ الحياة الحزبية في ليبيا..
يوثق كل ذلك.. تعلوه ابتسامة الفنان.. ورزانة رجل القانون.. والولع بكل ما هو جميل.
بنغازي – 29 .4. 2024