النقد طيوب النص

التراث التربوي في قصة قرود عرادة وزيت الخجلة

القيم التربوية في كتاب أطلال الذاكرة (الجزء الأول) للدكتور رضا محمد جبران

كتاب (من أطلال الذاكرة) للدكتور رضا محمد جبران
كتاب (من أطلال الذاكرة) للدكتور رضا محمد جبران

أضاف النص جمالية المكان والبوح بالذكريات المرتبطة بالكاتب الذي كان شاهدا على الأحداث الماضية لطفولته ونقلها للمتلقي بكل يسر وسهولة وتشمل الأماكن التربوية في النص كالآتي:

1- العنوان:

رسم العنوان طبيعة ديار الكاتب ومسقط رأسه ، وأبرز المكان مواطن الأنس والتقارب بين سكان الحي بنشر ثقافة التعاون والمحبة بين الجيران.

زيت الخجلة فهي وصفة أجدادنا في صناعة الكريم بمواد طبيعية ، ففي النص إثارة للحدث ونظرة في تراث القديم، ووقفة مع الماضي الجميل ونقله للأجيال الجديدة.

تغير اسم المكان وهيئته كقول الكاتب ( استبدال هذه التسمية بمسمى جديد حتى لا يتكأ الناس في نطقها وتصبح مثار السخرية والاستهزاء  وكانت التسمية الجديدة تستوعب قدر من يقطنها وتعلي منزلة من يلفظها هي المجد)

2- ذكريات البطل:

يسير النص مصورا مشاهد متعددة عن الذكريات الطفولة وأماكنها قائلا: ( فمن هذه المنطقة اكتشفت نفسي ، ووصلت أرحامي، واصطفيت أقراني، تحسست طريقي وأنا بجوار أبي رحمه الله) فهذه الذكريات التربوية التي تدل على نشأة الكاتب المتمثلة في حسن الخلق والتواصل بين الأقارب وغيرها من المبادئ الأخلاقية التي تشكل شخصية الإنسان السوي بين أقرانهتدل على بيئته ومحيطه مع والديه في غرس القيم الأخلاقية في حياته

3- القيم التربوية في التعليم:

كان المكان يصور حالة الأسرة ودورها في تنشئة أبنائها فلم يغفل والد الكاتب رحمه الله عن دور العلم واختيار الوقت المناسب لابنه قائلا: ( فكان اليوم الذي عاد بي من الروضة إلى بيتنا وقد بش وهش ، وانبسطت أسارير وجهه عندما بدأت أدندن بما تلته لنا من الأساتذة والمربية الفاضلة نزيهة مد الله في عمرها، التي انقطعت صلتي بها منذ ذلك العهد وأنا أقول: يا معزة حليلي الباب جايبلك من بوي جواب، فسر ما سمع وجاء العام الذي يليه لا تحسس الشارع( منتصف القامة أمشي ، مرفوع الهامة أمشي، وقد سجلت في مدرسة المجد الإبتدائية والإعدادية) وبدأت رحلة العلم والدراسة ) كانت مدرسة المجد هي المحطة الثانية لنشر القيم التربوية في فؤاد الفتى حتى يصل إلى أعلى المراتب العلمية وقدم والده رحمه الله هدية متينة للوطن تكمل مشواره العلمي.

4- الجدة وزيت الخجلة:

انتقل الكاتب بسردية جميلة للقارئ من مكان النشأة إلى دور الجدة الحنونة التي تساعد أحفادها وتأخذ بأيديهم نحو الفلاح والرشاد ، تهيء لهم أجواء الدعابة والحكمة بطرق عملية في الحياة ، يسرد الكاتب أحداثا جميلة نذكر منها ( عرفت معنى الإرادة الحقيقية وااهمة العالية التي تميزت بها جدتي رحمها الله تعالى وهي تقول لي ولإخوتي ” من يعبي لي مالقي ياسمين مقلمز يأخذ ربع جنيه ” بصراحة إغراء غير عادي) استطاعت الجدة كسب قلوب أحفادها ورسم طريقة الحياة العملية في التحفيز على العمل والعطاء، وماذا يفعل الفتيان بالمال البسيط ؟

الإجابة المال يسعدهم ويحقق غاياتهم الطفولية (نضمن به شراء سندوتش التن بالهريسة أو الهريسة بالتن وحكة مشروب بوقا

أو كيتي، يا سلام، ما أسعدني بهذا العرض! )

قدمت الجدة مواقفا تربوية في الحياة العملية ونلحظ أن دور الجدة يتطور مع أحداث النص ويحرك الشخصيات نحو السلوك القويم.

5- دلالة اللغة الشعبية وأثرها في القيم التربوية:

تميز النص بوصفات شعبية محيطة بالبيئة المكانية ، وأصبحت من التاريخ القديم المتصل بالأجداد لكن الكاتب أحياه من جديد عن طريق الحكاية التي صورت أبعاده التربوية القيمة، مثلا خلطة زيت بالخجلة خلطة شعبية تعتمد على وصفات محلية بسيطة صحية ، وقد وضع الكاتب طرق صناعتها ومهارة الجيل القديم فيها، نذكر مقاطع من النص( تحضر موقد النار قربها، وتضع زيت الزيتون في مقلاة حتى يغلي ثم تضيف إليه شمع النحل، وتجهز بعض الصحون التي ستفرغ فيها تلك المقادير وتضع فوقها هذا الياسمين الذي عبقت رائحته المكان، وتحكم إغلاقها)

للجدة مهارة في صناعة الكريم الطبيعي للترطيب البشرة

تضمنت الكلمات ( الخجلة، يوقا، سندوتش، عرادة، كيتي، حكة مشروب) دلالة لفظية دالة على الحكي الشعبي السائد بين الناس لفترة زمنية.

تحياتي لقلمك المبدع دكتور…

مقالات ذات علاقة

قراءة نقدية في قصة العجوزان للقاص المبدع: محمد المسلاتي

إبتسام صفر

أحلام مشبعة

محمد محمد الأبي

جئت من عالم آخر

علي حورية

اترك تعليق