طيوب المراجعات

قراءة في كتاب (النص من التنظير إلى القراءة والتحليل)

للأستاذ الدكتور رمضان سعد القماطي الصادر حديثا في طبعته الأولى عن دار الوليد 2024

كتاب (النص من التنظير إلى القراءة والتحليل) للأستاذ الدكتور رمضان سعد القماطي ا
كتاب (النص من التنظير إلى القراءة والتحليل) للأستاذ الدكتور رمضان سعد القماطي ا

تحليل النصوص كما سطّر لها أ. د. رمضان القماطي في كتابه (النص من التنظير إلى القراءة والتحليل)، هذا الكتاب الذي ينزع إلى الدراسة العلمية الرصينة بعيدا عن القراءات الانطباعية، فالكاتب يستند في تسطيره لهذا العلم على آراء علماء النصوص و النقاد الذين خبروا الطريق الوعرة إلى كنه النصوص حيث تمثّل بآراء أرسطو و الجاحظ و غيرهما، و قد كان منطلقة في تدوين هذا الكتاب ممارسة تدريس مواد الأدب و النقد و نظرياته و مناهجه لطلاب الجامعة و بخاصة طلاب الدراسات العليا، فالكاتب أحد الأساتذة الذين يعدّون الطلاب ليكونوا باحثين في الأدب و النقد و نقادا و محللين للنصوص، إن تجربة التدريس ألقت على الكتاب صبغتها العلمية و العملية التطبيقية و التي نادرا ما نجدها في الكتب التي تتناول مثل هذه الموضوعات، الأستاذ الدكتور رمضان القماطي شخصية معروفة في الوسط الأكاديمي الليبي بسعة الثقافة المتمثلة في أبحاثه و دراساته المعمّقة في هذا المجال، وهو الأمر الذي يشترطه في كتابه في دارسي الأدب و النقد على خطى الجاحظ في بيانه و تبيينه.

هذا الكتاب هو دراسة رصينة مبتعدة عن التسطيح الذي نجده في كثير من الأعمال و يصدق عليه قولنا (كتاب أكاديمي) و (كتاب نقدي) و (كتاب أدبي) و (كتاب ثقافي) فقد سار في منهجه نهجا علميا في تقسيماته و تبويبه حيث نظّر لمصطلحاته في فصله الأول ثم أتبعه بفصل ثانٍ عن ممارسة فعل القراءة و التحليل و ختمه بفصل ثالث تضمن مقتطفات أدبية للقراءة و التحليل تلى ذلك بأسئلة استرشادية بعد قراءتها و توضيح مفرداتها و تحليلها، ليتم بها فتح  أبواب الدراسة أمام الطلاب و الباحثين، و بهذا يكون استوفى كل الخطوط و الإشارات التي يهتدي بها طالب العلم أو الباحث في مثل هذا النوع من الدراسة.

ثم جاءت الخاتمة لتلخص آراء الكاتب حول الموضوع لتكون مُرشدة لمن أراد أن يسلك طريق النقد.

وهو كتاب أدبي لما يزخر به من مختارات شعرية وأدبية عربية وغربية متنوعة، ناهيك عن أسلوبه الكتابي الذي ينم عن قلم خبير.

وهو كتاب نقدي لما يشتمل عليه من آراء نقدية لمؤسسي علم النقد وأعلامه من العرب والغربيين في عصوره المختلفة، كما زخر الكتاب بمناقشة هذه الآراء دون الأخذ الكامل المعتم بها حيث وقف على قضية موت المؤلف ونزع النص من ذاكرته البيئية والاجتماعية والزمانية وانسلاخه عن مؤلفه، وكما نوه على المناهج النقدية، وكان له رأي ف الشكلانية والتفكيك وغيرهما ، إضافة إلى الرأي النقدي المتمرس الغائص في تحليل النصوص التي يراها كاتبنا جديرة بالقراءة والتحليل.

وهو كتاب ثقافي ايضا وذلك بتنوع شواهده وإحالاته وتحليلاته الثرية الشاملة.

مقالات ذات علاقة

وقفة مع أعلام المالوف والغناء بمدينة طرابلس

رامز رمضان النويصري

التليسي .. سؤال التاريخ والوعي بالكيان

عبدالسلام الفقهي

مقدمة كتاب التعريف بالأدب الليبي للكاتب

إبتسام صفر

اترك تعليق