سيرة شخصيات

محطات في حياة جاد الله عزوز الطلحي

أربعون الراحل جادالله عزوز الطلحي

المهندس جاد الله عزوز الطلحي
المهندس جاد الله عزوز الطلحي

يجمع الكثير من المتابعين أن الراحل المهندس جاد الله عزوز الطلحي؛ رحمه الله، من أبرز السياسيين والدبلوماسيين الليبيين، إلى جانب اهتماماته الثقافية والأدبية وترجمته لعدد من الكتب والمراجع التاريخية المهمة.

ولد الراحل في العام 1939م، بالجبل الأخضر شرق ليبيا، وكان من أوائل الطلاب الليبيين، وتقول بعد المعلومات إنه حصل على الترتيب الأول على مستوى ليبيا، ليتم إفادته في بعثة لدراسة علم الجيولوجيا بمملكة بلجيكا نهاية خمسينات القرن المنصرم، وتخرج في الجامعة بتوفق.

رحلة بين العمل السياسي والدبلوماسي

بدأ المهندس جاد الله عزوز الطلحي، حياته العملية بالعمل بوزارة الصناعة بمدينة طرابلس، التي استقر بها، في بداية سبعينات القرن المنصرم شغل منصب وزير الصناعة، في حكومة الرائد عبد السلام جلود.

ثم شغل منصب أمين اللجنة الشعبية العامة (بمثابة رئاسة الوزراء في ليبيا)؛ لولايتين؛ الفترة الأولى: امتدت من 2 مارس 1979 إلى 16 فبراير 1984م، والفترة الثانية: من سبتمبر 1986 إلى 1 مارس 1987م.

بعد انتهاء عمله باللجنة الشعبية العامة، انتقل للعمل الدبلوماسي، وزيراً للخارجية الليبية، من العام 1987 حتى العام 1990م.

بعد هذه التجربة القصيرة، تم تعيينه في بداية العام م،1994 أمينًا للجنة الشعبية لجهاز تنفيذ وإدارة النهر الصناعي، واستمر في منصبه هذا، حتى العام 2000م، ليعين أمينا للجنة الشعبية للصناعات الإستراتيجية.

وبداية من يناير 2008م، عاد الراحل للعمل الدبلوماسي، سفيرًا لليبيا بالأمم المتحدة، حيث شغل مقعد ليبيا في مجلس الأمن، حتى ديسمبر 2009م. ومما يذكر من مواقفه بمجلس الأمن، ما حدث في أبريل 2008م، عندما انسحب سفراء مجموعة من الدول الغربية، أثناء مناقشة في مجلس الأمن التابع، عندما شبه الراحل؛ المهندس جادالله عزوز الطلحي، ما يحدث للفلسطينيين في قطاع غزة على يد العدو الصهيوني، بالمحرقة التي أقامها النازي لليهود. هذا الانسحاب جاء تعبيرا عن الاحتجاج عن هذا الوصف، ومن بيم ممن انسحب من هذه الجلسة، ممثلو؛ الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا وكوستاريكا. هذه الحادثة جاءت ضمن مناقشة لمشروع بيان اقترحته ليبيا ودول أخرى يعبر على قلق خطير بشأن الأزمة الإنسانية في غزة.

كتب الراحل جادالله عزوز الطلحي
كتب الراحل جادالله عزوز الطلحي

اهتمامات ثقافية وأدبية

خلال دراسته ببلجيكا، أجاد الراحل اللغة الفرنسية، إلى الدرجة التي مكنته من ترجمة مجموعة من الكتب المهمة المتعلقة بتاريخ ليبيا، حيث قام على ترجمة:

طرابلس ملتقى أوروبا وبلدان وسط إفريقيا، جان كلود زليتنر، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، طرابلس، 2001.

تاريخ الصحراء الليبية في العصور الوسطى، جاك تيري، اللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام، طرابلس، 2004.

البربر: الذاكرة والهوية (أصول السكان في ليبيا – آراء غربية)، ج كامب، سلسلة الدراسات المترجمة رقم 44 – مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية، طرابلس، ليبيا، 2005.

عبر طرابلس الغرب، ه. م. دو ماثيسيو، منشورات المؤسسة العامة للثقافة، طرابلس، 2009.

إضافة للترجمة، عرف عن الراحل اهتماماته الثقافية والأدبية، حيث صدر له يناير العام 2002م، كتابه المعنون (حتى لا نموت عطشًا)، عن منشورات اللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام، وبتناول مسألة نقص مصادر المياه في ليبيا، وسبل حل هذه الأزمة.

في العام 2004م صدر له كتاب (لقد أسمعت) في العام 2004 (الطبعة الاولى 2004م، طبع بمطابع الشركة الخضراء للطباعة والنشر، طرابلس، الجماهيرية)، وجمع فيه الراحل مجموعة من المقالات التي تحمل وجهات نظره في بعض القضايا، ألقيت أغلبها اجتماعات، وكتب بعضها للمساهمة في ندوات أو لقاءات حول هذا الموضوع أو ذاك.

وفاته

صباح السبت؛ 15 يونيو 2024م، أعلن عن وفاة المهندس جادالله عزوز الطلحي، عن 85 عاماً، بمدينة بنغازي. قدم فيها الكثير لليبيا، وهو ما أجمعت عليه آراء جميع الفرقاء الليبيين، لمع عرف عنه من نزاه وحب لليبيا.

تقبل الله الفقيد في واسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته.

مقالات ذات علاقة

سيدة من بنغازي

المشرف العام

للـتاريخ فـقـط (1)

عبدالحميد بطاو

سهير الغرياني .. صاحبة فكرة عيد الطفل

عائدة الكبتي

اترك تعليق