طيوب الأرشفة

2016 عام الرواية الليبية

بالرغم من الوضع التي تعيشه ليبيا، شهد العام 2016، صدور مجموعة الكتب الليبية، والتي تسجل فيها لرواية السبق، من خلال صدور 6 روايات، كما ويمكننا القول إن العام 2016 هو عام السرد الليبي، فإضافة للرواية، صدرت 4 مجموعات قصصية. أما الشعر فقد غاب، إلا من إصدار يتيم للشاعر “مفتاح البركي”.

وخلال محاولة رصدنا لما صدر من كتب، لأدباء وكتاب ليبيين للعام 2016، وهي محاولة لا تدعي الإحاطة، رصدنا مجموعة من الملاحظات، نوجزها في التالي:

– أن الكتب الـ22 التي صدرت خلال هذا العام، صدرت عن دور نشر عربية، أو من خارج ليبيا. باستثناء كتابي الدكتور “مفتاح علي حسين بالحاج”، الخاصين بعلم الاجتماع، عن جامعة مصراتة.

– أن النسبة الأكبر من الكتاب، تعيش خارج ليبيا، إما بشكل دائم، أو مؤقت.

– أن جزء من هذه الكتب، شارك في معارض الكتاب العربية، ولم يتح بالشكل المطلوب محلياً.

أولى الإصدارات التي طالعتنا، في 2016، كتاب (بنغازي، تراتيل عشق مقدس)، للشاعر “د.محمد الفرجاني”، والكتاب عبارة عن نصوص نثرية تخاطب بنغازي وتتحدث عنها، وتناول الكتاب العديد من الحكايات عن بنغازي، وعن أبنائها، متجولاً في العديد من شوارعها.

2016 عام الرواية الليبية

ثاني الكتب التي نتوقف عندها، والصادر عن دار النخبة للطباعة والنشر في القاهرة، هو كتاب (جمعية عمر المختار – وثائق مركز درنة) للكاتب “نورالدين السيد الثلثي”. ويستعرض الكتاب بعض جوانب مسيرة جمعية (عمر المختار)، 1941-1951، من خلال وثائق مركز الجمعية في مدينة درنة، كما تركها الراحل عبد الله سكته سكرتيرها العام بين العامين 1947 و1948. كما يتناول الكتاب الدور السياسي للجمعية في قضيتي استقلال ليبيا ووحدتها وعلاقاتها بمحمد إدريس السنوسي وبالجبهة الوطنية والإدارة العسكرية البريطانية، ونشاطاتها في مجالات الثقافة والتعليم والمسرح، كما يتضمن عددًا من وثائقها.

مع بداية شهر فبراير، إصدار قصصي جديد يضاف لرصيد القاص “محمد المغبوب”، عن دار وعد للنشر والتوزيع بالقاهرة، المجموعة القصصية جاءت تحت عنوان (حدث الهدهد قال). كما صدر في ذات الفترة، عن دار غُراب للنشر والتوزيع بالقاهرة، المجموعة القصصية (سطر روايتي الأخير)، للقاص والشاعر “جمعة الفاخري”. ضمت المجموعة 15 قصة قصيرة، تنوعت بين السياسية والاجتماعية، يعكس معظمها واقع الإنسان البسيط.

وعن دار سؤال اللبنانية صدرتْ رواية (المكتباتي) للروائي الشاب “شكري الميدي“، الرواية هي الإصدار الأول للكاتب، وهي رحلة ذاتية ضمن أزمان مختلفة داخل ليبيا وخارجها، شاب صحفي يحاول أن يكتب سبقاً صحفياً مع مسن قض أغلب سنوات حياته ضمن مكتبة صغيرة شمال بنغازي. ومع نهاية الشهر صدر للقاصة “خيرية فتحي” كتابها (أول الفرح)، وهو الإصدار الأول للقاصة، وصدر عن دار الكتب بالقاهرة، والكتاب مجموعة من القصص الشعرية، قدم لها الإعلامي “فوزي الغويل”.

بعد زخم الإصدارات التي بدأ بها العام 2016، يهبط المنحنى إلى الصفر في شهر مارس،

ليعود للصعود من خلال إصدار يتيم في شهر أبريل، للكاتب “د.أحمد إبراهيم الفقيه” من خلال كتابه (قصص من عالم العرفان) والصادر عن دار النشر القاهرية (المكتب المصري الحديث). والكتاب يسرد خمس وعشرين قصة قصيرة، تتحدث عن جوانب عرفانية، وتقوم بالتواصل مع أرواح عدد من الأدباء والفنانين.

خلال شهر مايو، ارتفع المنحنى قليلاً، من خلال إصدار أول، للقاصة والروائية الليبية “نجوى بن شتوان”، التي صدرت لها عن دار الساقي، روايتها (زرايب العبيد). رواية تقراْ التاريخ الاجتماعي، تتداعى معه، تستنطق خفاياه ومكنوناته، تحكى المغيب عنه، تغوص في تفاصيله، تشعرنا بالذهول والدهشة، وتجعلنا نعيش عالم العبيد وكأننا جزء منه، من همومه وأثقاله، من أحزانه وآلامه، من كل شيء.

وإصدار ثان، للروائي الليبي “إبرايم الكوني” من خلال عمله “أهل السرى”، يؤسس فيه رؤيته الفكرية والوجودية لظاهرة أهل السُّرَى أو تلك الملة من البشر المسكونة دوماً بالترحال والتنقل في أقطار الأرض الواسعة، وفي رحاب النفس الشاسعة بحثا عن.

وبإصدار وحيد يغادر شعر يونيو، بإصدار الكاتب “أحمد الفيتوري” والمعنون (ألف داحس وليلة غبراء)، وهي ثلاثية، وتقع في 253 صفحة، وفيها يجيب عن سؤال من أين أتي داعش، وتكشف المكان الذي أخفي فيه “موسى الصدر” الزعيم الشيعي المعروف، والمعارض الليبي “منصور الكيخيا”، ومن هم الذين ساهموا في عملية غزو (قفصة)، التي قام بها “لقذافي في الثمانينات، وتتناول مسألة الحصان الذي أرق القذافي في وكره بباب العزيزية.

(العودة) هو عنوان الرواية التي صدرت للروائي “هشام مطر”، خلال شهر يوليو، حيث يرسم في هذه الرواية صورة واضحة للأحداث السياسية المعقدة والمتشابكة، والتي ربما أدت إلى سقوط معمر القذافي، ويعد الكتاب سيرة ذاتية للكاتب الذي عاش وتعلم في لندن، إلا أنه يحاول مرارًا وتكرارًا البحث عن اختفاء والده.

كما وصدر أيضاً كتاب (طرنيش في القلب) للشاعر والإعلامي “يونس شعبان الفنادي”، والكتاب يحتفي بشخص الراحل “محمد طرنيش” الذي عرفته الصحافة الليبية بكتاباته الساخرة ونقده اللاذع، إضافة لإسهامه في الأدب والثقافة الليبية. الكتاب صدر عن منشورات مكتبة طرابلس العلمية العالمية.

شهد شهر أغسطس، صدور ثلاث كتب؛ فعن دار الرواد للنشر، صدر كتاب (في الثقافة الليبية المعاصرة – ملامح ومتابعات)، للشاعر والكاتب الليبي “محمد الفقيه صالح”، ويضم بعضًا من إسهاماته في الشأن الثقافي الليبي. كما وصدر عن دار الفرات، كتاب الاستاذ “إبراهيم محمد الهنقاري” المعنون (هوامش على دفتر الأيام – مذكرات وذكريات)، والكتاب يروي حكاية جيله مع الناس والحياة في ليبيا، ويقدم نقلا أمينا لسيرته الذاتية وتجربته في الإدارة الليبية. ويعود الكاتب الشاب “شكري الميدي” من خلال روايته (أسلوب جدي)، الصادرة عن دار ميم بالجزائر.

أربعُ إصدارات سجلت في شهر سبتمبر؛ أولها كتاب (بيان ضد الكهنوت الإسلامي)، الصادر عن دار تانيت للنشر والدراسات، للكاتب “عبدالمنعم المحجوب”، وهو محاولة من الكاتب لإعادة قراءة الخطاب الديني. الكتاب الثاني هو الإصدار الشعري الأول في العام 2016، فعن دار أدب فن للثقافة والفنون والنشر، صدرت المجموعة الشعرية الرابعة للشاعر “مفتاح البركي”، والذي اختر لها عنواناً (لليل وجه آخر). وتتحدث جل نصوص الديوان عن خفق الشوق وحنين المسافة المفقودة بين الذات اللاهثة خلف الخلاص وبين الزمن الرابض على أفق غامض الرؤية.

2016 عام الرواية الليبية

وللأستاذ والباحث “د.مفتاح علي حسين بالحاج”، صدر عن منشورات جامعة مصراتة، كتابان في علم الاجتماعي، جاء الأول بعنوان (النظريات الاجتماعية)، أما ثاني فبعنوان (دراسة في التحديث الاجتماعي – بعض ملامح الحداثة في العلاقات بين الآباء والأبناء).

شهر أكتوبر أعلن عن كاتبة ليبية، هي “عائشة إبراهيم” من خلال كتابها الأول (قصيل وهو رواية، تتقصى المكان، من خلال بطل الرواية، مركزة بشكل كبير على الموروث الثقافي للمكان. الكتاب صدر عن دار ميم بالجزائر.

في نوفمبر، كتاب مختلف، فعن دار نقوش عربية بتونس، صدر (العودة إلى سومر)، وهو كتاب يتناول أطروحة “عبد المنعم المحجوب” حول الجذور السومرية للغة العربية، واللغات الأفروآسيوية. الكتاب يأتي بمشاركة مجموعة من الكتاب، عرب وليبيين، وقام على تحرير الكتاب وتقديمه الشاعر التونسي “وليد الزريبي”.

ختام العام، شهر ديسمبر، سجل حتى الآن صدور كتاب (سيرة أب.. صورة وطن)، وهو بيوغرافيا للكاتبة والإعلامية الليبية “فوزية الهوني”، تناولت فيه أهم المحطّات في سيرة والدها الوزير السابق والإعلامي القدير الحاج “أحمد الصالحين الهوني” مؤسس صحيفة العرب الدولية بلندن. والكتاب صدر عن جريدة الأيام.

نختم هذا السبر، بإعلان الكاتب “عبدالرسول العربيبي” عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، انتهائه من كتابة خمس روايات في زمن قياسي، وهو خمسون يوماً. كما إن كتابة كل رواية في حد ذاتها رقم قياسي آخر.

والروايات الخمس التي انتهى منها “العريبي” وزمن كتاباتها هي:

الرواية الاولي (لا شيء اسمه الحب)، وكتبت في خلال 10 أيام.

ورواية (بئر النجوم) أنجزت في 13 يوماً.

رواية (امرأة من بنغازي) استغرقت كتابتها 10 أيام.

رواية (رياح الحرب) جهزت في 12 يوماً.

أما رواية (علي هامش الحب)، فكتبت في 5 أيام فقط .

وقال “العريبي” عبر حسابه: (وهذه أرقام قياسية لم ينجزها أي كاتب في العالم، حتي باولو كويلو لم يقم بها وهو المشهود له بسرعة انجاز مشروعاته الروائية حيث كتب روايته الشهيرة (الخيميائي) في مقهي خلال خمسة عشر يوما ويعد رقما قياسيا…….؟!)

ويضيف: (ها أنا أكسر الرقم القياسي، فربما سأنال مكاناً يشرفكم في موسوعة (غينس)؟!).

وختم “العريبي” منشوره بقوله: (هل أستحق التصفيق، أم أن علي الكتاب أن يموتوا بغيظهم، ولهم عذاب الكتابة، وللآخرين جنة القراءة؟!).

مقالات ذات علاقة

اليوم الوطني للثقافة التباوية

المشرف العام

أحقا مبروكة أول رواية ليبية؟

أسماء الأسطى

ببليوجرافية القصة النسائية في مجلة الفصول الأربعة في أعدادها المائة (1978-2002)

أسماء الأسطى

اترك تعليق