الذكرى الأولى لرحيل الشاعر الليبي مصطفى الطرابلسي
مررتِ بالخطو الخفيت
كعطر صبي
ومرتْ بالزقاق الحميم
مهابتُك الجليلة
فانفتح الطريق
فؤادا من قمر
*
كيف لهذا الطالع من عينيك
شغفا للقيا
أنْ يلجم صهوات جياده
عن وله الرحلة؟
وجرحٌ يترصد عن كثب
لحظةَ أنْ يتمشّى
شوقٌ في الأنحاء قديم
وصدى ينأى بالنايات بعيدا
وهَنُ العظمُ من الألحان
واشتعلتْ بالوجد ثقوبا
*
تلجأُ للصمت لغتنا
حين نناجي
روحا تشبهنا
نتشبث بالشعر
ستهيج الأمواه المجنونة
لا شيء سيعصمنا
*
يا هذا الليل يا واصل شجو العشاق
تمهلْ حتى نتهامس أغنية الفرح
المختلس من بين مهالك
شمس العيش
فهذا العمر يمر سريعا
دونَ غنائك يا طير القبلات
على أيك اللهفة
وتأخذنا صور الأشياء
لعمق الأشياء
يستلقي كل منا على جرحه
ندعو للحب أنْ طهر جسدينا
وألقِ علينا ثوبا من هذيانك
حين نتوه في شد البعض
ونتعانق كالأغصان ساعة أن هزهز
طبل الريح خصرَ الآهات
وسافر كل منا في روح الكلمات
وأُمطرنا لحظتها
غطتنا تواشيح البرد
لم يقطع نومتنا غير الأحلام
وضحكة أطفال الشارع بحديقتنا
*
هذا الحلمُ لنْ يتكرر
قالتْ مرآة مكسورة
في غرفة نوم مهجورة
لازهرَ يكررُ عطره
لا غيمَ يكررُ مطره