تراث

الشيشباني في العاشوراء

الشيشباني (الصورة: عن صفحة ديوان البيت الطرابلسي)
الشيشباني (الصورة: عن صفحة ديوان البيت الطرابلسي)

بعد أن ألغت ايطاليا استرقاق العبيد اضطر الكثير منهم الي حصولهم علي لقمة العيش وفي إحداها نشأت فكرة الشيشباني “الزنجي” الذي يلف جسمه كاملاً بألياف شجرة النخيل ويتم تزيينه برؤوس الطيور الجافه وبالقواقع البحرية والبرية وبعض التمور الخضراء والنقود المعدنية والورقية التركيه وبعض الياف النبات مثبتة بخيوط تجعلها تتدلى، كما يرتدي عمامة وقناعا من الألياف نفسها.

وينطلق الشيشباني يرقص ويتمايل مع شكشكة المعلقات علي صدره عبر الحواري والازقه تصاحب رقصاته أنغام وإيقاعات الطبلة برفقة مجموعة من أطفال في القرية التي طليت مساكنها باللون الابيض تيمنا بالعام الجديد!

ويمضي الجمع رويدا متجهين من بيت لآخر لجمع “الفول والحمص”، محتفلين بيوم التاسع من عاشوراء وهو كما هو “ماير” موعد طبخ الاهالي للفول والحمص ويبقي الشيشباني يرقص بصمت والاطفال المرافقين يرددون:

شيش باني .. ياباني / هذا حال الشيباني

شيش باني .. ياباني / هذا حال الشيباني

هذا حاله وأحواله / ربي يطيح مزاله

شيش باني فوق حصان / سقّد يا مولى الدكان

شيش باني فوق جمل / سقّد يا مولى المحل

شيش باني بالفول / وأمه جابت بهلول

شيش باني بالقرعة / أمه جابت ما ترعى

شيش باني باليبره / حلّي حوشك يا تبرة

شيش باني بولحيّه / حلي حوشك يا بيّه

شيش باني بالخوصه / حلي حوشك يا عروسه

شيش باني بالمشاي / حلي حوشك ياحناي.

وكــن البنات يرتدين اجمل وأجدد ما لديهن ملابس حيث قامت أمهاتهن بتكحيل عيونهن وتحفيف شعرهن تيمناً بالزيادة في كل هذه الأشياء . ويخرجن البنات في مجموعات يطرقن ابواب البيوت وهن يرددن:

يا قني قني قان / يا قني حمار ازقان

يا قن طلعت ليمونه / يا قن تحت الزيتونه

يا قن بحلوقها / ياقن بحلقتها

ياقن جانا الطبيب / يا قن لقيناه يتعشى

ياقن سم علي سم / يا قن سم القطّار

هذا حوش عمنا /  يعطينا ويلمنا

هذا حوش سيدنا / يعطينا ويزيدنا

هذا حوش بو بشير / فيه القمح والشعير

هذا حوش بوربعيه / فيه الخير لركبّيه

“عائلة أبوربعيه كانت من العائلات الغنيه”.

ثم يصيح الاولاد والبنات:

العادة .. العادة لا تقطعلكم عاده / بجاه النبي واولاده .

وعندما تفتح لهن صاحبة البيت الباب وتسرع في إعطائهن الحمص والفول والجميع يردد في وقت واحد:

امشت اتجيب / اعطيها الصحة

امشت اتجيب / اعطيها الصحه

وأما إذا تأخرت المرأة في العطاء يتم ذم المرأة البخيلة بقولهم:

امشـت اتجيب / اكلاها الذيب!

ثم يصيحون وهم يغادرون البيت:

الرحي امعلقة والمرأة امطلقة

وهذه شماتة ولعنه علي صاحبة البيت بالتمني علي الله بفقرها فالرحي معلقه “عدم وجود قمح أو شعير” وان تـتطلق والعياذ بالله!!

ذكريات عبرت افق خيالي!

عن صفحة: ديوان البيت الطرابلسي.

مقالات ذات علاقة

رونق بعد طول قَرْنَةْ أجدابه.. للشاعر محمد حامد الشيخي – 1

جمعة الفاخري

يا ليبيا هاذون!

ميلاد عمر المزوغي

يا طير يا طيار

المشرف العام

اترك تعليق