قال المؤرخ الشيخ الطاهر أحمد الزاوي مفتي ليبيا السابق في مقدمة كتابه: (تاريخ الفتح العربي في ليبيا):
((والمتتبع لتاريخ الفتح العربي في ليبيا لا يقع نظره إلا على غزاة تتابعت غزواتهم عليها، لنشر تعاليم الإسلام تارة، والحكم والسيطرة تارة أخرى، يتخلل هذا وذاك حروب طاحنة، وثورات متتالية، صرفت الليبيين عما يجب عليهم لوطنهم من توفير وسائل العمران ونشر المعارف، والأخذ بنصيب من المدنية، لا يقل عن نصيب جارتيْها تونس ومصر)).
وفي كتابه: (ولاة طرابلس من بداية الفتح العربي إلى نهاية العهد التركي)
ذكر المؤلف أن من بين من تولى حكم طرابلس قهواجي وترزي، وقال معلقا: (( وماذا يُرجىَ من بائع قهوة رفعته ظروف الفوضى إلى منصب والٍ، أكبر وظيفة فيما بين حدود مصر وتونس؟.
وقبله كان الترزي وهو خياط، وغيرهما كثير من محترفي المهن التي لا تتفق مع عظمة المناصب الكبيرة.
وهذا العهد المظلم الذي يتولى فيه الخياط وبائع القهوة منصب الولاية، والتي عاشت فيه طرابلس نحو 360سنة، هذا العهد المظلم هو الذي أثَّر على طرابلس ثقافيا واقتصاديا وسياسيا، والذي قعد بها عن اللحاق بجارتيها مصر وتونس)).
