طيوب عربية

وقفة مع معنى الصلاة..!!

حديث الجمعة

"أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ  وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" (سورة البقرة: الآية 157)
“أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ” (سورة البقرة: الآية 157)

قال تعالى: “أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ  وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ” ( سورة البقرة: الآية ١٥٧ )

عزيزي القارئ الكريم.. كثيرا ما نقرأ عن  (صلاة) و(صلوات) ومن ثم نريد أن نتأمل تلك المعنى لهذه المفردة التي لها دلالات من خلال سياق الكلام ، ولذا أردت بيان كل هذا في اختصار لإضافة فائدة لغوية سريعة ومعرفة القصد من وراء هذا الاستعمال هكذا..

ومن ثم نجد كلمة ( الصلاة) وردت في القرآن الكريم على عدة معان، منها: النار ، والصلاة المفروضة ، الثناء على العبد ، والرحمة ، والدعاء والاستغفار.. الخ.

* ومن ثم يدل لفظ (الصلاة) لغة على معنيين:

= أحدهما: النار وما أشبهها من الحمى؛ تقول: صَلَيْتُ العود بالنار. واصطليتُ بالنَّار. و(الصلى): صَلَى النار. و(الصلاء): ما يُصطلى بِه، وما يُذكى به النار ويوقد.

= ثانيهما: جنس من العبادة.

– الصلاة بمعنى (الصلاة المفروضة)، ومنه قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة} (البقرة:43)، أي: الصلوات المفروضة.

– الصلاة بمعنى (الثناء على العبد)، ومنه قوله تعالى: {هو الذي يصلي عليكم} (الأحزاب:43)، وقوله أيضاً: {إن الله وملائكته يصلون على النبي} (الأحزاب:56)،

 فالصلاة من الله ثناؤه على العبد عند الملائكة، حكاه البخاري عن أبي العالية. وتفسير الآية بحسب هذا المعنى هو ما ذهب إليه ابن كثير. وقال كثير من المفسرين: الصلاة من الله: الرحمة. ورُد بقوله تعالى: {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة} (البقرة:157)،

قال ابن كثير: “وقد يقال: لا منافاة بين القولين”.

الصلاة بمعنى (الدعاء والاستغفار)، ومنه قوله تعالى: {وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم} (التوبة:103). أي: ادع لهم واستغفر لهم، كما روي عن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بصدقة قوم صَلَّى عليهم، فأتاه أبي بصدقته فقال: (اللهم صلِّ على آل أبي أوفى)، رواه مسلم.

الصلاة بمعنى (قراءة القرآن)، ومنه قوله تعالى: {ولا تجهر بصلاتك} (الإسراء:110)، أي: بقراءتك، على ما رجحه الطبري، وذهب إليه ابن كثير. ولم يرد لفظ (الصلاة) بمعنى (قراءة القرآن) في غير هذا الموضع، إلا ما روي عن الأعمش في قوله تعالى: {قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك} (هود:87).

قال الطبري في تفسيره:

“أولئك”، هؤلاء الصابرون، الذين وصفهم ونَعتهم -“عليهم”، يعني: لَهم،”صلوات”، يعني: مغفرة. “وصلوات الله” على عباده، غُفرانه لعباده، كالذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اللهم صَلِّ على آل أبي أوْفى”.

يعني: اغفر لَهم.

وقوله: ” ورحمة “، يعني: ولهُم مع المغفرة، التي بها صَفح عن ذنوبهم وتغمَّدها، رحمة من الله ورأفة.

وأنه مُعطيهم على اصطبارهم على محنه، تسليمًا منهم لقضائه، من المغفرة والرحمة- أنهم هم المهتدون، المصيبون طريق الحقّ، والقائلون مَا يُرْضى عنهم والفاعلون ما استوجبوا به من الله الجزيل من الثواب. ويكون معنى ” الاهتداء ” الرشد للصواب.

= الصلاة من عند الله: ثناؤه على الرسول صلى الله عليه وسلم: “ثناؤه عليه في الملائكة”.

 صلاة الله على العبد: “ثناء الله عليه عند الملائكة ورحمته إياه برحمته بتوفيقه في الدنيا أو إدخاله الجنة في الآخرة”.

  معظم الصلاة (الثناء)

 = صلاة الله: الثناء على العبد بالملأ الأعلى.

= وأما صلاة العباد عليه فالدعاء له والترحم عليه.

= وصلاتهم على النبي يعني:

 أن يصلوا كما أمر وبين لهم:

 اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك.. الخ.

قال صلى الله عليه وسلم: ” إن صلاتكم معروضة عليّ ” رواه أبو داود.

وكفى بالعبد نُبلاً أن يُذكر ببن يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال فضالة بن عبيد: سمع النبي رجلاً يدعو في صلاته فلم يصل على النبي فقال النبي: {عجل هذا!} ثم دعاه فقال له ولغيره: {إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي، ثم ليدع بعد بما يشاء}. رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح.

قال القرطبي نقلاً عن القشيري: “إن الله تعالى لم يُخلِ زماناً من شرع، ولم يَخلُ شرع من صلاة”.

الصلاة: عبادة ذات أقوال وأفعال أولها التكبير وآخرها التسليم. وإذا أراد الصلاة فإنه يجب عليه أن يتوضأ إن كان عليه حدث أصغر، أو يغتسل إن كان عليه حدث أكبر، أو يتيمم إن لم يجد الماء أو تضرر باستعماله، وينظف بدنه وثوبه ومكان صلاته من النجاسة.

وبعد هذا العرض الموجز حول معنى ( الصلاة ) في اللغة والقرآن الكريم والفقه والشرع.. وكلها حول العبادة والذكر قولا وعملا..

ندعو الله عز وجل بأن يتقبلها منا قبولا حسنا يا رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

آمين.

مقالات ذات علاقة

لماذا لم نكن نعرف الشاعر حسب الشيخ جعفر؟ (1942-2022)

فراس حج محمد (فلسطين)

سيمفونية عروس الدلتا

المشرف العام

الــقطّ الشيــرازي

المشرف العام

اترك تعليق