محمد سباق | مصر
1
_ أتَحِنُّ للدِّلتا .. ؟
_ وللقمر الجليس على سُطوح بيوتنا،
_ نعم،
وللفجر المُنَزَّل من صِياحِ دُيُوكِنَا،
لتثاؤب الأجدادِ أو لسُعالِهم
لحنانهم ولحُبّهم لعِيالِنَا
_ للصُّبحِ مغسُولًا يُلوِّحُ من عيونِ نسائنا
للنهر مُبتَلًّا على أثوابهنَّ
وراسمًا فردَوْسَهِنَّ
وبادئًا منْهُنَّ رحلَتَهُ إلى أجسادِنَا
_ لشَوَارِعٍ صَحِبَتْ خُطَانَا في المسير وعانَقَتْ أقدامَنَا،
ولصَفِّ أشجارٍ برِيءٍ من حداثتنا ومن أوهامنا
_ لحراسَةِ الحقلِ القديمِ
وصيد أسماك العصاري
واقتسام الرّزق فيما بيننا
لحصادِ بُستان الجوافةِ..،
چَنْيِ لوْزِ القُطنِ في “بؤونةَ” القاسي على أنْفارنا
لمواسم الأرزِ الشَّهيّ، لغِنْوَةً فَلَّاحَةِ الألحانِ
تحدُونا وتضبطُ سيرنا
وأحنُّ لو أنّي أحنُّ..
إلى البراري والغزالِ المطمئنِّ لسهمنا
ولغابةٍ بكرِ الحماسَةِ والخيال تنامُ ملْءَ كلامنا
وإلي الليالي البيضِ والحنَّاءِ في أعراسِنا
_ وأشْتهي لو أنَّ بيتي..
والطريقَ كما تركتُ مُعَبَّدًا ومُدَندِنا
لو أنَّ نافذةً تغني.. ،
صوتَ أمي هامسًا:
فيما ذهبتَ وفُتَّنا؟
لو أنَّ بنتَ العَمِّ لمْ ترحلْ
ولم تترُكْ ضفائرها هنا
ولو أضمَّكِ بينما الدنيا تفتِّشُ
عن دواءٍ “للكورونا” في المِسَاحَةِ بيْنَنا
2
_ هل أضمُّكِ..؟
_ بينما الدنيا تفتش عن دواءٍ..؟
_ هل أضمك..؟
_ هل يموتُ الناسُ حقًّا في العواصم؟
_ هل أضمك؟
_ بينما أجسادُهُمْ تمشي..؟
_ نعم.
_ لكنْ وكيفَ يكونُ ذلك؟
_ حين يُطفأُ نورُهم.
_ مما؟
_ من الجَريِ السَّريع مع القطيع،
ومن مُعاداةِ الربيع
ومن مكافحة الغرائز والضجيج.
_ وما يكون النُّورُ ..؟
_ قلتُ:
توترٌ في الروحِ يُصقلها ويُشعِلُها
ويحملها إلى القلقِ العميقِ على الطبيعة والوجود.
ديوان: النهر.. شعر وموسيقى
