متابعات

مفتاح الشريف يستعيد ذاكرة الفاجعة في معرض مدينة الياسمين

افتتاح معرض مدينة الياسمين بالأكاديمية الليبية للدراسات العليا

استضافت مدرسة الإعلام والفنون بالأكاديمية الليبية للدراسات العليا بطرابلس صباح يوم الثلاثاء 25 يونيو الجاري حفل افتتاح المعرض الشخصي الثاني للفنان التشكيلي “مفتاح الشريف” الذي يمتد حتى يوم غد الخميس، وقد حمل المعرض عنوان (مدينة الياسمين) حيث قص شريط الافتتاح رئيس الأكاديمية الليبية الدكتور “رمضان المدني” وسط حضور لافت للنخب الفنية والثقافية والإعلامية.

سبر فني للوجع
فيما تضمن المعرض عرض مجموعة من الأعمال التشكيلية الانطباعية التي استخدم فيها الفنان ألوان الأكريليك والماء على الورق راصدا ثنائية ما قبل فاجعة إعصار دانيل وما بعده في مدينة محاولا اقتفاء آثار ما حدث وما كان يُنبئ بالحدوث فدرنة مدينة كللها الرحمن بأطواق الياسمين لكن وفي ليلة صادمة اجتاحها دوِّي المياه الغاضب ليبتلع كل شيء، ويُمزِّق جزءا كبيرا من قلب درنة النابض تجليات حيّة رسمها ألم الفقد، ومحنة البحث عن خارطة الوجوه التي صارت لقمة سائغة بين براثن الغرق وما خلَّفه في النفس من غصص، وأسئلة لازالت تفرض وجودها القاسي ووحده الصدى دليل إدانة على الرحيل بهكذا سبر مأساوي متشح بالسواد والبياض يمضي الفنان “مفتاح الشريف” في استعادة تفاصيل ليلة كاملة غيَّرت مسار ذاكرة وطن بأسره، وفي المقابل يشق الفنان ثقوبا جديدة في عمق الجدران بحثا عن مسارات أخرى يُولد من خلالها ضوء الأمل.

طالع هنا : حوار الطيوب مع الفنان مفتاح الشريف

الولادة الجديدة للياسمين
بدوره أكد لنا الفنان “مفتاح الشريف” عبر حديث خاص للطيوب أن أبرز ما دفعه لإنجاز هذا المعرض تحديدا هو حبه الشديد لمدينته الأم -درنة- إذ أوفى بالعهد الذي قطعه حينما جلس وسط الوادي عقب الفاجعة متلمسا ملامح الحزن وهي تلف وجه المدينة كلها فحاول حسب تعبيره أن يُعبر عن هذا الحزن وبعض السعادة المخبوءة تحت أنقاض الانهيار، بمزاج وأسلوب الطفل أطلق العنان لتساؤلاته ومشاعره الصادقة كما أشار الفنان مفتاح إلى أن مدة تجهيزه للوحات المعرض استغرقت نحو شهرين ونيِّف من العمل المتواصل واصلا الليل بالنهار بغية إظهار ملامح ما قبل الفيضان وما بعده، وذلك بإبراز معالم المدينة وواقع الحياة فيها بشوارعها وأزقتها بما توحي به هذه الأماكن من رمزية وإرث كبير لا يمكن نسيانه أو محوه بمجرد بواعث مثل ذاك الفيضان، وأضاف الفنان مفتاح أن درنة إزاء ما جرى لها فقدت ذاكرة كاملة، وتابع بالقول : تبقى اللوحات والأعمال الفنية شواهد على أمكنة عشنا بها الملاذ والحب ومررنا عليها يوما، وستتذكر الأجيال المقبلة من درنة الوادي والياسمين وميناء المدينة والجامع العتيق وغيرها من إيقاعات الأماكن.

مقالات ذات علاقة

‘شجرة المعرفة’… أول نادي قراءة في جامعة ليبية

المشرف العام

حفل توقيع ديوان ليس للحب غربان

مهنّد سليمان

فرج قناو كاتباً مسرحياً

ناصر سالم المقرحي

اترك تعليق