الطيوب | متابعة وتصوير : مهنَّد سليمان
على أنغام عازف الساكسفون “فؤاد الأمير” ووسط حضور متنوع للنخب الأدبية والثقافية ولفيف من الأصدقاء والمهتمين احتفلت الشاعرة الليبية الشابة “هناء المريِّض” بإشهار وتوقيع ديوانها الشعري الثاني الموسوم (ليس للحب غربان) بملمح احتفائي ذي طابع متفرِّد، وذلك بفضاء محمود بي للثقافة بالمدينة القديمة طرابلس مساء يوم السبت الأول من شهر يونيو الجاري.
سِرّ الديوان وسُرَّته
فيما يُزيّن غلاف الديوان لوحة من أعمال المهندس “حمزة الشعافي” متضمنا نحو 7 نصوص شعرية امتازت بالنَفَس الطويل والقدرة على السبر العميق ليتوقف القارئ إزاء شطر واحد يختزل الضوء في عنق قصيدة الشاعرة (أكتب لأن الحياة داخل النص منصفة…الكل على سطر) وبذا تنفض “هناء المريِّض” غُبار السنون التي وقفت زمنا خلف ظهر الحرف كظل يذوي تحت لهيب أغسطس فنجد ما يُبشِّر بخطاب الديوان وسِّر سُرَّته في توطئة الإهداء (حتى القيامة إلى الذي لا سواه يعرف سرّ الفراغ) هذا الفراغ الذي تمضغه موسيقى الشاعرة، وهي تتوثّب مراعي الغمام جيئة وذهابا، والشاعرة في ليس للحب غربان تجتاز عتبات البوح إلى اختراق الأشياء ونبشها بنواجذ الأغنيات، لا تبدو المهمّة هيّنة على الشاعرة كي تُودِعَ كل هذه الأجنّة داخل رحم الوطن، بلا ريب أن تصادم العصافير والغربان قد حدث وذاع دويِّه، وما هذا الديوان إلا إعادة تدوير مهذب لذاك الصراع الأزلي بين الانتباه لخفق قلب الحجر وبين تهشيم رؤوس العُشّاق بذات الحجر .
نقتبس من حديقة الديوان هذه المقتطفات : –
(أكتب لأنك لن تتمكن أن تقاطعني
سيقرأني سواك
ويُسيء فهمي سواك
فأخلق لك بذلك في رحم الأعذار توائم).
(تعال
بكل هدوئك المكابر
بكل صمتك المعلن
بكل مساوئك
بتعاليك المدلل
بصوتك الرخيم أوان استيقاظك
لا تكترث لأمر الأرباح والخسائر
ولا تنسى أن تحضر أكاذيبك البيضاء).
(أعرف أنني سيئة ولا يتوفر خيار آخر
أخوض الحزن كاملا منذ بدايات الوراء
أهبه عنقي
فيستقر كرة في حلقي لا يقوى على دحرجتها البكاء).