في خضم الصراع العربي الإسرائيلي المستمر، يبرز كتاب “أوراق عن فلسطين” كوثيقة تاريخية هامة. صدر هذا الكتاب لأول مرة باللغة الإنجليزية عام 1945 تحت عنوان “Papers on Palestine”، حيث جمعت فيه شهادات لشخصيات بارزة من الساحة البحثية والسياسية أمام لجنة خاصة في الكونغرس الأمريكي.
جاءت هذه الشهادات كرد على “الكتاب الأبيض” البريطاني الذي أعاد التأكيد على “وعد بلفور” الصادر عام 1917، الذي وعد بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
إعادة إحياء الكتاب اليوم في ظل الاباده التي تشهدها عزه؛ يُعاد إصدار هذا الكتاب مترجمًا إلى العربية من قِبل الباحث حسين الفقيه.
يأتي هذا الإصدار كمرجع مهم لفهم السردية الفلسطينية ولإدراك السياقات التاريخية التي مكّنت الحركة الصهيونية من الحصول على دعم القوى العظمى لإقامة دولة على أرض فلسطين.
شهادة البروفيسور فيليب خوري حِتّي الأستاذ والباحث في جامعتي برنستون وهارفاردو مؤسس نظام الدراسات العربية في الولايات المتحدة ، من بين الشهادات البارزة في الكتاب؛
يركز حِتّي في شهادته على الأهمية التاريخية والدينية لفلسطين بالنسبة للعرب، موضحًا أن القدس هي قبلة المسلمين الأولى وموقع مقدس للمسيحيين، ولا يمكن التفريط بها.
كما يتناول العلاقة التاريخية بين العرب واليهود، مشيرًا إلى أن العرب كانوا أكثر تحررًا من التحيز العنصري، وأن اليهود لم يُعاملوا بشكل أفضل مما كانوا عليه في الأراضي العربية.
ويؤكد حِتّي أن فكرة إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين تفتقر لأي مبرر تاريخي، حيث يعود تاريخ فلسطين إلى حوالي 7000 سنة، وكان الكنعانيون – أسلاف العرب – هم من استوطنوا هذه الأرض قبل دخول العبرانيين.
انتقادات حِتّي للمشرعين الأمريكيين ؛
ينتقد حِتّي المشرعين الأمريكيين الذين يدعون إلى إقامة دولة قومية لليهود في فلسطين بحجة رفع الظلم عنهم، بينما يتجاهلون خيارات أخرى مثل استقبال اللاجئين اليهود في مناطق غير مأهولة في الولايات المتحدة.
يقول حِتّي: “فلسطين ليست مؤهلة لأن تكون وطناً بلا شعب أو مستعدة لاستقبال شعب بلا وطن”.
وأرى شخصياً أن اختيار الشرق الأوسط كوطن قومي لليهود كان قرارًا استراتيجيًا للقوى الاستعمارية للسيطرة على المنطقة بعد الحربين العالميتين.
التلاعب بالمصطلحات ؛
كما يشير حِتّي إلى تناقضات “وعد بلفور” والكتاب الأبيض البريطاني، مستعرضًا كيفية استغلال المصطلحات الغامضة للتضليل وطمس حقوق الفلسطينيين في القرار. ويؤكد أن إقامة دولة قومية لليهود في فلسطين ستكون سببًا في اضطرابات وصراعات لا تنتهي.