هادئ قلبك
اليشاكس من بعيد، هرة متعبة
ملّت كرات الصوف
واللهو بفئران الثقوب
تتشمس الآن ..
بعيداً عن النار، وبقايا الجثث..
هادئ جداً ..
قلبك المتسكع بزوايا الكتب
ومقاهي الصدفة
يرشف تفل القهوة
والهرة هنا..
لعقت فمها.. ألف مرة
لمعّت وبرها
وتجهزت لمساء طويل
أمام التلفاز..
هادئ فوق اللازم
قلبك السانح بضعه
المزدحم عادة، بأصدقاء الخامسة ..
ومواعيد الرتابة
وسحابات التبغ
والهرة ذاتها ..
فوق سور الورق
ترقب السطور المرتبة
ينططها الضجر
وبين مخالبها، يتفتت الكلام..
هادئ حقاً
قلبك اليتهيب مغامرة فادحة
ومشاريع الصهيل
يمتطي متون الحلم
بلا زمان بلا أمكنة
والهرة الراقدة
يتلوى ذيلها
يتنصت على سرها
تنعته الجدة (خرّاف)
وحين الإغفاءة
تغمض يقظتها
يستريح الذيل
ويتواصل خرافها ..
يا سيد المسافة ..
اترك قلبك
يلقي ظله
ينفخ شوقه
يتسلق الشرفات ..
ولا تتأخر
الهرة ..هنا
شرعت تموُء
تنفش هزالها
تخربش مرقدها
وتكسر حوض السمك..
_______________________________________
صحيفة الجماهيرية.. العدد: 3765، 15/08/2002