الطيوب | متابعة وتصوير : مهنَّد سليمان
حياة اللاجئين الفلسطينيين وشروط المنفى القاسية عبر وجوه بعضها يظهر بلثام وبعضها الآخر يُصافح المستقبل بعيون مفتوحة هذا ما يقدمه معرض الصور الفوتوغراغية المعنون (شظايا ملاذ) المُقام هذه الأيام ضمن تظاهرة (بينالي الفن المعاصر جو تونس) بمدينة تونس العاصمة للفنانة والمصورة “ريما حسن” ذات الأصول الفلسطينية فالمعرض الذي افتتح يوم 10 أكتوبر الجاري ويمتد حتى 9 نوفمبر المقبل تروي فيه المصورة ريما حسن وسط قالب حميمي مجموعة من القصص عن الصمود والنضال في ضوء مشروعها0للتصوير الفوتوغرافي (ناج من النكبة)، وعبر هذه الومضات عكست الصور حقيقة واقع الحياة اليومية في نحو ثمانية مخيمات للاجئين في كل من الأردن ولبنان وسوريا، وبذا تمكنت ريما من فتح نافذة كبيرة على تجربة التاريخ الجماعي للاجئين والمهجرين الفلسطينيين منذ حلول نكبة سقوط فلسطين عام 1948م.
(المنفى مزاج شتوي حيث يكون وعد الربيع قريبا ولكنه بعيدا المنال) – إدوارد سعيد
اللافت للانتباه أن المصورة ريما حسن تُجسّد بصور معرضها ثلاثة سرديات خاصة مثل توثيقها للصور الخام دون أية إضافات أو تعديلات مسبقة، والقسم الآخر من الصور أنجزته بواسطة تقنية الذكاء الاصطناعي، أما السردية الثالثة فقد آثرت ريما أن تجعلها تفاعلية تتيح للمتلقي تأمل المزج بين العطاء الإنساني الخالص وبين مخرجات التقنية الحديثة، كما تُشير المصورة ريما في سياق متصل إلى أن أحد أهداف المعرض هو إثارة النقاش حول مدى تأثير التقنيات الحديثة على كيفية التعاطي مع تجارب اللاجئين، تتعدد القصص وتتنوع في معرض (شظايا ملاذ) بكافة وجوهها كالفقدان والصمود والأمل والألم، ولعل أبرز ثيمة يُركز عليها المعرض هي أن الجذر الملمحي للهوية الفلسطينية لازال محمولا على الأكتاف جيلا بعد جيل برغم سنوات الطرد والتهجير.