فاطمة اللافي
المرء ما يحب! أو ما يحب المرء فهو هويته!
لأول وهلة شعرت بأنني مسترجلة! لكن استدركت شعوري، بلا، هكذا نحن، أقصد نساء بيئتي وقبيلتي! لا أعرف لماذا كل هذا الانبهار؟ الذي أراه في وصفه للطبيعة والتقنية في قارة مثل دولة الصين! كل شيء فيها أراه خياليًا.
لوهلة قلت إنها الجنة! وما أدراني بالجنة؟! طبيعة خضراء، مروج، جبال، ناطحات سحاب، جسور معلقة، سواح يهوون المغامرات، قطعت كلامه أكثر من مرة، مرة لأسخر من الحال، وهو من بلد مدمر نزح بعض سكانه، وتارة تهكمًا على أوضاع بلادنا الاقتصادية، البنية التحتية، السياحية.
لا يكفي أن أتهكم وحدي، فأشهد غيري على أن منطقي هو الصواب! وأن فلانًا شخص يحب الرفاهية وذو خيال خصب، ثم نتفق كلانا أنا وشاهدتي ونزيد جرعة السخرية! يا فلان وكأنك تريد السفر بأسرتك إلى هناك!؟ ثم لا نلبث أن نقهقه، ونقول الحمد لله.
– تخيلي لو هكي بلادنا؟؟!!
دمرناه مرة بعد مرة! نتظاهر بالجاهلية، متجاهلين إياه، لا حكم إلا للقبيلة!! وكل واحدة منا تُضمر الاعتداد بقبيلتها!!! وتبتسم أعيننا ابتسامة عميقة! استحضرت منها الوجدان، الهوية، يا فلان، حقيقة لا أستطيع أن أتفهم أو أسايرك في هذا الانبهار، ولا أريد أن أتخيل ما تراه من أعاجيب، فلو ترى صفحتي؛ مليئة بصور الإبل والصحاري والجبال، لعرفت إنني صادقة في أنني أراك إنسان حالم! مغرر به!!
بضع كلمات وانتهينا من الحوار، وكل انصرف إلى عمله، وحان الوقت لأجلس مع نفسي، ما هذا؟ وأنا أتفقد ألف باء فطرتي وأترجل واصفة نفسي ” كلجمود صخر حطه السيل من عل! “، واقنع نفسي إنني لست مسترجلة! لأنني لم أتذوق ذلك الجمال والترف!! فقلت لنفسي، لربما كان زميلنا من بيئة ترعى البقر! فمن يحب البقر يحب الخضار والمروج!! هكذا حللت! وصدقت تحليلي!! وبالمقابل أوحيت لنفسي الذي يحب الإبل أبدا يألف الفيافي والجبال والطبيعة كيفما تشكلت، وأبدا يتأقلم مع التغيرات المناخية، الجغرافية والمزاجية الصعبة! فلا بأس أنا صاحبة إبل فقط ولست مسترجلة!!