طيوب البراح

إنسان غير عادى

 

تيسير الصفراني

في يوم من الأيام في هذا الزمان ولد طفل كان كأي طفل آخر يتمتع بحياة الطفولة وكان بشوش الوجه ويحب اللعب وكان يعيش في أسرة (عادية) كأي أسرة أخرى وبعد فترة من الزمن بدأ يكبر هدا الطفل فقرر والداه إدخاله إلى المدرسة ليبدأ مرحلة جديدة في حياته وبدأ يتعلم الكتابة والقراءة وبدأ يكتشف العالم الخارجي ومرت الأيام وقد أصبح هدا الطفل في مرحلة عمرية نستطيع أن نقول عنها إنها مرحلة النضج وتكوين الشخصية أو بمعنى آخر مرحلة النضوج العقلي التي من خلالها يستطيع الإنسان معرفة أهدافه وقدراته وأيضا نستطيع أن نسميها مرحلة الانطلاق نحو المستقبل.

كان هدا الإنسان يعيش في مجتمع (عادى) كأي مجتمع من المجتمعات التي (نعيشها) وكانت حياته حياة (عادية) جدا كحياة أي (إنسان آخر عادي) كان له أصدقاء وكان محبوبا بين الناس وفى نفس الوقت كانت تمر عليه أحيانا لحظات من الضعف والتشاؤم والإحباط وسوء فهم للحياة التي يعيشها والسبب في ذلك هو (المجتمع العادي) الذي يعيش فيه.

و في إحدى الأيام سمع هدا الإنسان عبارة كانت هي (نقطة التحول) في حياته (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) فقد انتابه شعور غريب جدا عند سماعه لهده العبارة وقد بدأ يتكلم مع نفسه بعبارات لاإرادية (هل هدا معقول أنا خليفة الله في هده الأرض ) في البداية لم يستطع أن يفهم المعنى من هده الآية ولكن بعد أن تمعن في النظر والتفكير في هده الرسالة الربانية أدرك معناها وهو انه الله عز وجل قد خلق هدا الإنسان وأحسن في خلقه وميزه على سائر خلقه بالعقل وسلم إليه هده الأمانة العظمى وهى الأرض وجعله خليفتا فيها لكي يعمرها بالخير ولكي تكون طريقه إلى الله عز وجل .

و من تلك اللحظة (قرر) هدا الإنسان أن يكون الأفضل في مجتمعه (المجتمع العادي) أو بمعنى آخر أن يكون (إنسان غير عادى) فقد بدأ بتغيير نفسه (للأفضل) و بدأ بتغيير سلوكياته (من سلبية إلى ايجابية) وبدأ بتحسين علاقاته مع الآخرين وبدأ أيضا يهتم بدراسته اكتر ووضع لنفسه أحلاما وأهدافا يعيش من اجلها فقد تغيرت نظرته إلى الحياة إلى منظور آخر وهو (أنا خليفة الله في الأرض) .

و مرت الأيام وبدأ هذا (الإنسان الغير عادى) يشعر بالتغير وبدأت تتوضح أحلامه وأهدافه لأنه (قرر) أن يتغير إلى (الأفضل) وان يكون (إنسان غير عادى) في ( مجتمعه العادي) فعلى صعيد دراسته فقد (قرر) أن يتخصص في مجال يرغبه ليحقق من خلاله أهدافه وأحلامه وليكون متميزا عن الآخرين أو (الآخرين العاديين) من حوله في الدراسة وفعلا فقد أنهى مسيرته الدراسية بتفوق لأنه (قرر) أن يكون (إنسان غير عادى) وبعد ذلك (قرر) أن يبحث عن شركة (غير عادية) للعمل فيها لكي يستطيع من خلالها أن يحقق أهدافه وأحلامه بطريقة (غبر عادية) وفعلا استطاع هدا الإنسان(الغير عادى) أن يضع بصمته في هده الشركة وأصبح من كبار مدرائها في المستقبل لأنه (قرر) أن يكون إنسان (متميز) في حياته أو بمعنى آخر (إنسان غير عادى).

و في هده الأثناء كان هدا (الإنسان الغير عادى) يفكر في هدف آخر ولا يقل أهمية عن الأهداف الأخرى التي أنجزها ولكن ما يميز هدا الهدف هو كونه هدف يجعله إنسان متوازن في أهدافه وفى حياته وفى أحلامه وهدا الهدف هو الزواج ولكن ليس الزواج من إنسان (عادى) بل كان يبحث عن (إنسان غير عادى) يكون شريكه في أحلامه وأهدافه وطموحاته.

و السؤال هنا لماذا؟ لمادا يريد أن يتزوج من إنسان (غير عادى) متله؟

ببساطة شديدة لأنه هدا (الإنسان الغير عادى) لا يعتبر الزواج مجرد غريزة فطرية فقط بل انه الزواج بالنسبة له هو عبارة عن خلق أسرة جديدة أسرة ذات قيم عظيمة تستطيع أن تبنى مجتمع قوى ومتماسك وأيضا أسرة ينتج عنها أفراد ايجابيين يحبون مجتمعهم ويزرعون الخير في كل مكان.

و هنا سؤال آخر: ما الذي جعل هدا الإنسان (الغير عادى) أن يفكر بهده الطريقة (الغير العادية) في موضوع الزواج؟

ببساطة شديدة لأنه عندما (قرر) أن يغير من نفسه من (إنسان عادى) إلى (إنسان غير عادى) تغيرت نظرته إلى الحياة فأصبحت الحياة بالنسبة له هي الوسيلة للوصول إلى الغاية وهى (الجنة) ومن هنا أدرك هدا الإنسان معنى الزواج والغرض الذي بنيت من اجله وهو إعمار الأرض وزرع الخير فيها ويبدأ ذلك من اختيار الشريك فادا كان الشريك بنفس الطموحات والأحلام وأيضا بنفس السلوكيات الايجابية فانه بذلك سوف ينتج أسرة (غير عادية) وبمواصفات (غير عادية) التي أرادها الله سبحانه وتعالى وفى نفس الوقت قد حقق هده الآية الكريمة والتي كانت نقطة تحوله في حياته (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) صدق الله العظيم.

و في آخر المطاف عزيزي القارئ لا تقل هدا مستحيل وان هدا الإنسان هو إنسان غير موجود في الواقع لا والله هدا الإنسان موجود في الواقع وفى كل مكان وقبل كل هدا هو موجود في كل شخص فينا فما عليك إلا إخراجه وسر إخراجه هي جملة واحدة فقط (قررت أن أخرجك) فقلها الآن ولا تتردد فأنت تستطيع أن تكون (إنسان غير عادى) إذا (قررت )أن تكون دلك .

تنويه……..

التنويه الأول: أرجو عزيزي القارئ التركيييييز على الكلمات التي ما بين الأقواس.

التنويه الثاني: المقصود بالإنسان الغير عادى هنا هو الإنسان المتميز والايجابي في التفكير والتطبيق وليس المقصود به هنا هو الإنسان الخارق الذي نراه في الأفلام السينمائية . مثل (سوبر مان وبات مان).

التنويه الثالث: الإنسان هنا هو (الرجل أو المرأة)

نبذة مختصرة عن المؤلف:

تيسير هو شاب (عادى) كأي شاب تعرفه ولكنه قرر أن يكون (شاب غير عادى)

مقالات ذات علاقة

أن تكوني قارئة

المشرف العام

لا شيء جميل في بلادي ، وهذا المؤتمر الوطني فيها

المشرف العام

غيث فكر

المشرف العام

اترك تعليق