طيوب البراح

ارحل

دعاء عبدالله الشيخي

من أعمال التشكيلي مرعي التليسي

الرسالة التي لا أعلم كم عددها، لقد تـوقفت عن العد منذ زمن ليس بِـقصير
عند قراءتك لها لا تحاول خلق فڪرة محتواها لغيركَ أعلم أنها تندرج تحت “اللا متوقع”، لڪني لم ٲفڪر ولو ليومٍ واحد بِالڪتابةِ لغيرك ٲبدًا ..
اجتاحني حبكَ ڪ الدفىء في ليلةٍ شتويةٍ باردةٍ قارصة..
ٲزهـرت قلبي القاحل كالربيـع، ورويت ظمأ ٲرضهِ الجرداء ..
كشعور ٲقرب لِنزول ٲول قطرة مطر، كرائحةِ عبق التراب حينها..
ڪلمس للغيم، ڪرذاذ عطر ينعش الٲعناق، ڪمذاق الشوكولاته لِمريض سڪر بعد فترةٍ طويلةٍ من المنع ..
بكَ ومعكَ ومن خلالكَ شعرت ڪأنني أتنفس لأول ﻣرة بينما ڪل تلك السنوات من قبلكَ كنت ٲعيشها ناقصةً للموت فقط..
لطالما ڪان وجودكَ ٲڪثر ٲهميةً من وجود الأكسجين..
فقبل ٳصابتي بكَ ڪنت أتنفس فقط وهذا لا يعني بِـ ٲنني على قيد الحياة..
ولڪــن!!..
“الحقائق لا تتضح ٳلا بعد الفراق”
أما الآن ٳنني مليئـةٌ بكرهٍ بَغيض تجاهكَ، ڪل ذلكَ التزييف لن يزول عن ملامحكَ ولو انڪرته أو استعملت ڪل ٲسلحتكَ ..
لن تعود جميلاً بِـ عيني ٲبدًا ولو ٲفنيت عمركَ بِـ طلاء المستحضرات على وجهكَ المقيت فَـ سفاحٌ مثلكَ ٲجرم بِـحقِ قلبي لا يعتبر ٲبدًا ..
لذا لملم بقاياكَ وٲشلاءكَ المنثورة فكَ قيد ضحيتكَ وأعد لي ما سلبت مني ومن ثم اترڪني على أقرب رصيف، وضعني بِمحاذاة الشمس والهواء الطفيف..
سَٲذهب لِتلكَ المحطة التي تدعى “حب الذات والاڪتفاء بها” حيث سَـٲخذ نفسًا عميقًا ودفئًا ڪونيًا كٳجراء أولي مسبق وٳن ڪان لابد وٲن تمرني فَليڪن مروركَ مرور العابرين، فَهناك سٲحيي ما تبقى لدي من حياة وسَٲقطع ٲطرافكَ المتقصفة وٲبرز ٳخضراري سَٲعيش هناك في ذلكَ العالم ذي السلام السرمدي حيث الراحة والسعادة الٲبدية
لن افتقد وجـودكَ صدقني ارحل ولا تلتفت..

مقالات ذات علاقة

السجناء الليبيين

المشرف العام

أصدقاء الريح

المشرف العام

في الصمتُ

المشرف العام

اترك تعليق