إسلام . ص . أ
وعاد كلُ شيء في لحظة:
وعدت أشتاقك بقوة تقارب قطع التنفس حدةً
وأعود أحن إليك .. دونما رجوع!!
أكون هادئة.. مقتنعة.. مستقرة.. وفجأة تظهر أنت.. وأتذكرك.. ليس فقط في أشياء بها البعض منك.. بل حتى في أشياء هي أبعد ما تكون عنك.. أتقوقع على نفسي خوفاً من أمواجِ اللامسموح أن تجرفني واغرق فيك من جديد وكأني لست بغارقةٍ حتى اللحظة إلى أذني.! الفرق هو أنني أحاول النجاةَ وان كنت أتخبط وأبذل المتاح والمستحيل وأقصى جهدٍ في محاربةِ أمرٍ أعلمُ دون غيري أني سأخسر ضده وبجدارة فلمَ العناء؟
أتدري لم؟!!
لأني لا أكره شياً أكثر من أكبر كرهٍ لي في الحياة وهو الرجل البخيل؛ إلا الشخص الانهزامي المساوم.. فهل أسمح لنفسي بأن أُهزم؟! خصوصاً وأنت من طلب مني أن اشحذ سيوفي وأحاربك في نفسي حتى لا تكون إلا أثراً بعد غبارٍ “على الأقل في فتره مضت””..
أظننت فعلاً أني قد افعل؟ أم كنت تدري وتعلم علماً يقطع الشكَّ أني لن أفعل ؟ وها أنا.. وها أنت.. وها نحن معاً.. لكن دون مسمَّى ودونَ تعريفٍ.. فكما يحدث كل مرة تتناقش فيها عن حالنا ذاك النقاش العقيم الذي لا ينجب حتى التفاهة.. والذي ينتهي بك مصراً إصراراً غريباً ومريراً أكاد أتذوق مرارته في حلقي حتى اللحظة على بقائي دون مسمى ولا تعريف وبدون اسم .. حتى في هاتفك لا أكون إلا مجرد رقم أو حرف…. فما هذا الخوف الكبير من تسميتي؟
أحقاً تعتقد أنك إن لم تعطني اسماً ولو حتى في هاتفك ستنكر بذلك وجودي؟
بذلك أنت مخطئ.. ومخطئ بتطرف ..
أُحسُّ بأنني جمحت بعيداً عن سببِ كتابتي لهذه الأسطر.. وهو ليس التساؤل عن أسباب عدم تسميتك لي.. بالعكس تماماً.. فقد أصبت بعد تعريفي أو حتى حفظي كاسم في هاتفك.. بل إنني اعتذر إليك أيها الفاضل وبشدةٍ.. لأنك وإن أردتَ لا تقدر.. ولن تقدر.
فأنا اكبر من أن تحتويني باسم ما.. لأني أكبر من مسمياتك وحروفك ومصطلحاتك وكلماتك وأرقامك واستيعابك وعلمك ووعيك ونهاياتك أنا أكبر من أن تُطلق عليَّ اسماً من أضغات أسماء شاحبة.. باردة.. راحلة!!
أنا أكبر من الحياة كلها.. كلها..
فأين ستجد لي اسماً؟!