نظمت الجمعية الليبية للآداب والفنون الثلاثاء، محاضرة للباحثة والكاتبة أسماء الاسطى بقاعة المحاضرات بدار الثقافة والفنون والتراث بميزران، بعنوان «دار المحفوظات التاريخية في تسعين عامًا»، تناولت بالشرح والتحليل التاريخ والمنشأ والظروف المصاحبة لتأسيس دار المحفوظات.
واستهلت الباحثة حديثها عن أهمية الأرشفة ودورها في حفظ ذاكرة الشعوب، والشروط الفنية والمواصفات العلمية والتقنية الواجب توافرها في الأرشيف بشكل عام ،وهو التزام يحمي تعرض محتوياته للتلف، خصوصًا إذا ما أشرنا إلى دارالمحفوظات التاريخية والتي يتجاوز عمرها الأرشيفي الخمسين عامًا.
وتوقفت الأسطى عند أسماء مستشرقين إيطاليين كان لهم دور في الحفاظ على وثائق العهد العثماني والإيطالي في ليبيا كالمستشرق «اوغينو غرافيني» والذي صدر له كتابا «التحفة اللوبية» و«العربية كما يتكلم بها في ليبيا».
وذكرت المحاضِرة في ذات السياق المستشرق «توماسو سالسة» الذي وصل إلى طرابلس نوفمبر 1911، وكان له إسهامه في هذا الجانب، بالإضافة إلى المستشرق «كارلو الفونسو» أستاذ اللغة العربية بالمعهد العلمي بنابولي، والذي استدعي إلى طرابلس 1912 بهدف إعادة تنظيم الأرشيف السياسي العثماني، كما كان مسؤولًا عن السياسة التعليمية في ليبيا خلال فترة الاحتلال.
وتطرقت الباحثة إلى تاريخ قرار تأسيس الدار والذي نشر في الجريدة الرسمية الإيطالية العام 1928بهدف إعادة تنظيم أرشيف الوثائق، شاملًا مجموعة من الأقسام الحاوية على مختلف النشاط الإداري والاقتصادي للمستعمرة.
وأشارت الباحثة إلى أن الدار واصلت نشاطها فترة الانتداب البريطاني، وشهدت في خمسينات القرن الماضي افتتاح مكتبة دار المحفوظات التاريخية بها، وفي موازاة ذلك تعرضت الدار عبر العقود الماضية إلى التهميش وعدم الاستقرار وقلة الإمكانات ومعاناتها أيضًا من إشكالية التبعية لمؤسسات أخرى مما أثر سلبًا على جودة الوثائق ودقة تصنيفها.
وقدمت الأسطى في محاضرتها لمحة عن النشاط العلمي والثقافي للدار والشق التشريعي والقانوني والاتفاقيات الدولية فيما يتعلق بالاستفادة من الوثائق والمخطوطات بين الدول والحكومات، وخلصت في نهاية محاضرتها إلى ذكر أهم أعلام دار المحفوظات التاريخية وهم الأستاذ محمد توفيق الأسطى والمترجم محمد بهجت القره مانللي والمؤرخ عبد السلام أدهم محمد.