هناك من يكتبون التاريخ على طريقة الإكفرايسيز، هذا المصطلح يعني ممارسة استخدام الكلمات للتعليق والوصف على الأشياء، وأشهر مثال على استخدام هذا المصطلح هو ما ورد في الإلياذة عندما قدم هوميروس سردًا طويلاً وخطابيًا للمشاهد الموجودة على درع آخيل.
التاريخ سرد وهذا يعني أنهُ نقيض الوصف. هناك قيمة معرفية للسرد، وهناك نظرية معرفية تفسيرية وهي ما يوفق بين وظيفة السرد المعرفية والرواية، ومع ذلكَ نجد أن هناك من يتحدث عن التاريخ من خلال وصف العواطف الساذجة التي يمكن أن نتعاطف معها ونتقبلها كحقائق تاريخية، ولا شك أن عملية وصف الطيور تختلف تمامًا عن تسجيل الأحداث وسردها، هذه الطريقة في كتابة التاريخ تنتج فقط سراب علمي يجعل التاريخ مثل طفل يسير تحت مطر شخص آخر، لا يوجد تاريخ في وصف درع آخيل أو في وصف قطعة فنية، أن تصف مدينة لا يعني أنك تكتب تاريخ هذه المدينة، أن تصف شخص هذا لا يعني أنك تكتب أحداث حياة هذا الشخص، أن تصف قطعة فنية، فهذا لا يعني أنك تتكلم عن تاريخ هذه القطعة – التاريخ تجربة نشطة وفاعلة، إن تكتب التاريخ فهذا يعني أن تزرع صوتكَ في قلب زمان ومكان الحياة، فالسياق النصي يشكل نمط انتاجه، والوصف السطحي أو العميق، الجميل أو القبيح لا يشكل نمط انتاج نص تاريخي، بل يساهم في انتاج الوهم الذي يُفقد التاريخ شهيتهُ بالكامل.