الطيوب | حاوره : مهنَّد سليمان
ضمن عالمٍ إيقاعي تتحرك فيه الصور بسرعة الضوء عبر الشاشات، وتتنافس على لفت الأنظار بلحظاتٍ خاطفة، يختار المصور الليبي أحمد الغرياني أن يُبطئ الزمن. بعدسته، يعيد ترتيب المشهد ليكشف عن عمقٍ خفي وجمالٍ كامن في زوايا الطبيعة. لا يُلاحق اللحظة العابرة، بل يستنطق الصمت، ويُعيد صياغة ملامح الكون بتأملٍ فني، وفي هذا الحوار، نغوص معه في رحلة بصرية وفكرية، لنفهم كيف تتحول الصورة لديه من مجرد لقطة عابرة إلى عملٍ فني ينبض بالحياة والمعنى فأحمد الغرياني حاصل على ليسانس من جامعة طرابلس القاطع (ب) قسم اللغة الفرنسية شارك بعدد من المعارض الجماعية ولديه مساهمات فنية بالإضافة لمشاركاته في عدة مواقع عالمية تهتم بالتصوير الفوتوغرافي قبل سنتين تحديدا عام 2023 أقام معرضه الشخصي الأول (ضي) بدار حسن الفقيه بالمدينة القديمة.
هل تحاول من خلال صورك استنطاق ملامح الطبيعة ؟
الاستنطاق في الرؤية الفنية قد يُعبر عنه بالصمت، ولهذا سُميت بالطبيعة الصامتة. فالعمل الفني في هذا السياق يترك دلالات واضحة تُغني عن الكثير من الكلمات.
الصورة لديك هي إعادة صياغة للمشهد كله حدثنا عن بوادر اختمار الفكرة لديك؟
يبدأ المشهد بقطعة واحدة أراها تحمل بُعدًا جماليًا يمكن أن تكون محور الموضوع. عندها تتبلور الفكرة في ذهني لتكتمل الصورة التي ترسم مشهدًا متكاملاً.
إلى أي مدى تغطي ذائقة المصور ورؤيته على محدودية وضعف امكاناته التقنية؟
الخيال الخصب هو الدافع الأساسي والمصدر الذي يُغذي فكرة التصوير. وفي غيابه، يكون لذلك تأثير كبير على المواضيع التي يرغب المصور في معالجتها.
هل شعورك بالخطر الذي أصبح يهدد مساحات الطبيعية أحد دوافع تأطيرك لمعالم الطبيعة في صورك؟
ربما لا يكون الدافع وراء ما أبحث عنه في صوري هو الخوف على الطبيعة بقدر ما هو الشغف بتخليد زوايا أتخيلها في حياتي.


كيف ترى دور المصور في تشكيل الوعي البيئي عبر أعماله الفوتوغرافية؟ وهل تعتقد أن للصورة قدرة على التأثير في سلوكيات المجتمع تجاه الطبيعة؟
دور المصور يتمحور دائمًا حول إيصال رسائل تُحفز المتلقي على الحفاظ على كل ما يُؤثر في الطبيعة. ومن أهم المؤثرات على العقل البشري هي الأعمال الفنية التي تكشف عن العلاقة بين الإنسان والطبيعة.
هل ترك الصورة كعمل فني مطلق يحميها من ضيق التأويل؟
لا ينبغي إخضاع الأعمال الفنية للتأويل، بل يجب تركها للذائقة البصرية لتفسيرها، حتى لا يصبح العمل الفني حبيس الأفكار.
هل خضت تجربة الرسم التشكيلي؟
للأسف، لم أُجرّب الرسم التشكيلي رغم حبي الشديد له، ولذلك استعَضت عنه بالتصوير الضوئي لما فيه من قرب كبير من الأعمال التشكيلية.


حدثنا عن تفاصيل استعدادك هذه الفترة بمعية فريق زوايا طرابلسية للتحضير للمعرض المقبل؟ وهل تجهز لمعرض شخصي؟
نعم، نحن الآن بصدد الإعداد لمعرض فني للتصوير في “زوايا طرابلسية” يضم أعمال بعض المشاركين من أسرة زوايا طرابلسية، بالإضافة إلى عرض بعض الأعمال للقائمين على هذه الصفحة الفنية المهتمة بالتصوير،وتراودني فكرة إقامة معرض صور خاص بي على غرار المعرض الأول (ضي)، لكنني بحاجة إلى العمل على تقديم مواضيع مختلفة للخروج بتجربة فريدة.
كلمة أخيرة :-
أشكر القائمين على موقع بلد الطيوب الثقافي على الاهتمام بالفنانين والحركة الفنية فى ليبيا بصفة عامة. كما أشكر الأخ والصديق مهند سليمان على هذا الحوار الجميل..

