الجزء الأول
لم أكن أدرك أن الرحلة التي تم التخطيط لها قبل شهرين، أن ينسج منها عدة قصص، إلى جانب أنها رحلة لم تكن في الحسبان، أن ألتقي بأشخاصٍ لم نراهم منذ أكثر عشر سنوات، رغم قصر الرحلة التي انطلقت من سبها إلى البحيرات وجبال اكاكوس تادرارت، إلى جانب غات لعوينات.
اللقاء الأول في وادي آظاد ..
في قصة سردية سابقة، حول قصتي مع مهرجان غات السياحي في عام 1994م، وكيف كانت الرحلة ودخولي لأول مرة إلى اكاكوس تادرارت من منطقة لعوينات، كان الخبير والدليل الصحراوي حسن أحد خبراء تلك المنطقة يعرفها شبر شبرا..
المهم وصلنا أنا والمجموعة إلى آظاد عشية 9 ديسمبر 2024م، وقفنا للتصوير والتأمل بالمكان، فجأة وإذ بصبي لم يصل عمره حتى السابعة عشرة، وقف بيننا كأنه جلمود صخر حطه السيل من عل، كان يرتدي ملابس مدنية تليق بالشباب، فقلت له: من أنت؟ وما تفعل في هذا المكان؟
أجاب الفتى: أنا اسمي العربي، وسبب وجودي مع جدتي أساعدها في رعي الأغنام.
على الفور وجهت سؤالي من هو والدك: قال حسن!
تمعنت في وجه العربي جيدًا، وسبحان الله يشبه الخبير والدليل الصحراوي حسن.
بسرعة أردفت: هل والدك حسن الخبير هو صديق سليمان؟ قال: نعم!
ابتسمت وفرحت كيف أن حسن له ولد شاب، وأجده في هذا المكان وسألته عن أحواله و هل يذهب إلى المدرسة، قال: لا، تركتها وآتي إلى جدتي مشيا على الأقدام من لعوينات إلى وادى آظاد في أكاكوس تادرارت.
التقطنا بعض الصور مع العربي حسن، وحملته السلام إلى والده وصديق والده سليمان، وغادرنا المكان للمبيت في وادى اويس اكاكوس تادرارت، لقضاء أول ليلة بين تلك الجبال الصماء والطبيعة الخلابة.
يتبع…
