إعداد: أحلام عمار العيدودي
مقدمة لندوة بعنوان: الفاعلية السياسية للمرأة الليبية
الورقة في المحور الثاني: المرأة الليبية والتنمية الثقافية والاجتماعية.
الـمـلـخـص:
تتضمن هذه الورقة تصور لألية نمو فاعلية المرأة الليبية، للمساهمة في تقديم مشروع ثقافي خلاق يتم من خلاله تمكين المرأة الليبية المثقفة، وإبراز دورها الفاعل للنهوض بالحركة الثقافية في ليبيا، كما تُسلط الورقة الضوء على التحديات التي من الممكن أن تواجه المرأة الناشطة في المجال الثقافي؛ للانفلات بمشروعها الخلاق، ومدى استجابتها لهذه التحديات.
يبرز دور المرأة المثقفة في تفعيل مشروع خلاق ينهض بالحركة الثقافية، وتضع الورقة تصور لألية نمو الفاعلية، من خلال الكتابة النسوية، وتستعرض بعض الأسماء التي قدمت اعمال في مجال القصة والرواية والشعر، تعتقد الباحثة أنهن يساهمن بشكل مباشر أو غير مباشر في خلق مشروع ثقافي ليبي خلاق.
Title: Mechanism for Enhancing the Effectiveness of Libyan Women in Supporting a Creative Cultural Project in Libya
Introduction for a Symposium: The Political Empowerment of Libyan Women
Paper Section: Libyan Women and Cultural-Social Development
Author: Ahlam Ammar Al-Ayoudi
Abstract:
This paper outlines a vision for a mechanism to enhance the effectiveness of Libyan women in contributing to a creative cultural project. The project aims to empower educated Libyan women and highlight their active roles in advancing the cultural movement in Libya. It examines the challenges that may confront women active in the cultural sphere as they strive to break free from conventional constraints and explores their responsiveness to these challenges.
The paper emphasizes the role of educated women in initiating creative projects that foster the cultural movement. It outlines a mechanism for enhancing effectiveness through women’s novel writing and reviews notable figures who have contributed works in short stories, novels, and poetry, asserting that these contributions, whether direct or indirect, are instrumental in shaping a creative Libyan cultural project
المقدمة:
المرأة الليبية المثقفة صاحبة حضور بارز وفعال في شتى المجالات المجتمعية، حتى أصبحت تلعب دوراً محورياً لا يمكن الاستهانة به، في دعم الحركة الثقافية في ليبيا، وهي بذلك تُشكل ركيزة مهمة من ركائز المشروع الخلاق الذي تسعى الحركة الثقافية في ليبيا لخلقه وإيجاد مقومات لنجاحه.
تحتاج المرأة المثقفة في ليبيا إلى خلق آلية لنمو فاعلية مشروع ثقافي خلاق، يكون الرجل أيضاً ركيزة من ركائزه، وهذه الألية تُساهم في تقديم مقترحات تساعد المرأة للانفلات بهذا المشروع الخلاق الذي يكون شعاره “الحب، والخير والعطاء الشامل”، تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من المثقفات والكاتبات الليبيات اللاتي قدمن أعمالاً إبداعية تعتبرها الباحثة مشروع ثقافي خلاق.
الأهـداف:
1- تسعى هذه الورقة إلى تسليط الضوء على الفاعلية الثقافية للمرأة الليبية، من خلال استعراض آلية نمو تُمكن المرأة من لفت الانتباه إلى مشروعها الخلاق، باستعراض أسماء أديبات ليبيات لهن نصوص تُمثل مشروع ثقافي خلاق.
2- تستعرض الورقة القدرة التي تمتلكها المرأة الليبية كشخصية فاعلة، لها قدرة فريدة على الاستجابة، وتجاوز كل التحديات.
الـمنـهـج الـمُـتـبـع:
اختارت الباحثة منهج الفاعلية المنهج العربي الوحيد، الذي يُقدم رؤية خاصة في فاعلية الأشخاص، ومدى قدرتهم على تجاوز بُنى الوعي المتدنية، واحتياز بِنية عقل خلاق؛ للانفلات بمشروع يساعد البِنية الخلاقة في تحقيق الخير، والحب والعطاء، التحليل الفاعلي هو مقترح نظري يتصدى لأزمة الإنسان المعاصر متعددة الأبعاد، اقتصادية، اجتماعية، ونفسية، وجودية ومعرفية. (1)
آلــيـة نـمـو الـفـاعـلـيـة:
يُقصد بنمو الفاعلية تجاوز مهام وأغراض بِنيتي العقل المتدنية “التناسلية، والبرجوازية”، واحتياز بِنية عقل خلاق (2)، تسعى لإنشاء مشروع يدعم رغبة الإنسان المُبدع في العطاء.
تواجه المرأة العديد من التحديات، منها الاجتماعية “القبلية”، والعائلية وتسعى دائماً لإيجاد حلول تتصدى بها لهذه التحديات، تقدم المرأة الليبية الكاتبة والمبدعة جهوداً جبارة تسعى من خلالها لفرض وجودها وتقديم مشروعها الخلاق الذي تطمح من خلاله؛ لتقديم حلول ناجعة من شأنها أن تُساهم في خلق بيئة تسمح لنمو العقلية المبدعة الخلاقة في شتى المجالات من خلال الكتابات الأدبية المتنوعة؛ لكنها دائماً ما تواجه.
تقترح الباحثة آلية لنمو هذه الفاعلية، والانطلاق بمشروع خلاق، وذلك من خلال إدماج وإدخال نصوص أدبية من الرواية والشعر والقصة لكاتبات ليبيات، في مناهج الثانوية العامة، بحيث يُساهمن بهذا في نمو الفاعلية لدى الطلاب والطالبات على وجه الخصوص.
وقد قامت الباحثة باعتبار أنها معلمة لمادة اللغة العربية في التعليم الثانوي بتقديم بعض النصوص الروائية، والقصصية، لطلابها في هذه المرحلة ،وشرحت المشروع الخلاق الذى تعتقد أنه تضمنته هذه النصوص التي كتبتها بعض الروائيات والقاصات الليبيات منها: المجموعة القصصية “بلاد الكوميكون” للقاصة الأستاذة “عزة كامل المقهور“، ورواية قتيلة السابعة مساءً للكاتبة الشابة “ريما معتوق”، ورواية “الرسام الإنكليزي” للروائية “رزان نعيم المغربي“، وقد لاحظت الباحثة أن هذه النصوص استطاعت جذب انتباه الطلاب واهتمامهم بمواضيعها الإبداعية، وتهافت الطلاب لا سيما الطالبات على اقتنائها.
الرسام الإنكليزي “حكاية جدارية البراديا وطبرق” أنموذجاً:
تعرض الكاتبة الليبية رزان المغربي من خلال هذه الرواية قصة لرسام انجليزي توفى في سن العشرين اسمه “جون بريل”(3) رسم جدارية معروفة في الشرق الليبي، هذه الجدارية معروفة لدى أهل منطقة “طبرق”؛ ولكنها غير معروفة كثيراً لدى عامة الليبيين، من وجهة نظر الباحثة تستثمر الكاتبة عدم معرفة الكثير من الليبيين بهذه الجدارية؛ لخلق فضاء للفاعلية، وتقديم مشروعها الخلاقة.
المشروع الخلاق الذي تحويه هذه الرواية، وآلية نموه:
رُسمت هذه الجدارية ابان الحرب العالمية الثانية – حرب قادتها البِنية البرجوازية المتدنية التي تسعى دائماً إلى نهب ثروات الشعوب الضعيفة، قامت هذه الحرب لإبادة البِنية التناسلية التي تحفظ الجنس والنوع الإنساني “الليبي”.
اعتمدت الكاتبة على هذه اللوحة في البناء الحكائي للرواية، حتى أصبحت مشروعها الخلاق، الذى عرّفت به العالم عن العلاقة القوية بين شرق البلاد الليبية وغربها، رغم ما مرت به البلاد من محاولات لبث الفتن بين ابناء الشعب الواحد، وذلك من خلال إبراز تأثير البِنية السائدة في المجتمع الليبي على الرسام “جون بريل”، وهو أحد جنود العقلية البرجوازية الذى كان اداة من أدوات مشروعها؛ ولكن استطاعت البِنية السائدة اجتذاب هذا الجندي إليها، وحدث تآزر بين بنية الوعي لديه والبنية السائدة، لتنجحا في تقديم مشروعهما، والذى يتوقف لسنوات بعد موت الرسام، توقف المشروع ناتج عن تدني مستوى الفاعلية.
يعود هذا المشروع خلاقاً مع الكاتبة “رزان المغربي”، وبذلك تُساهم في تقديم مقترح أبداعي اجتماعي وسياسي؛ لربط الشرق الليبي بغربه بآلية نمو تُبرز فاعلية هذه الجدارية، وفاعلية الكتابة الروائية في ليبيا.
الــنــتــائــج:
تصل هذه الورقة إلى نتيجة مفادها؛ أن الحروب التي تقودها بُنى الوعي الإنساني، البرجوازية منها على وجه الخصوص، قد تقوم على إنقاذها مشاريع تقودها بِنية وعي خلاق تسعى لنشر الحب والخير والعطاء بدون انتظار المقابل.
الـتـوصــيــات:
توصي الدراسة بالاهتمام بالنصوص الروائية التي تكتبها المرأة الليبية المبدعة، التي تساهم بفاعلية في خلف فضاء واسع للإبداع وتمنح براحاً لإنشاء مشروع ابداعي خلاق، ووضع تعريف بالكاتبات الليبية في مناهج طلاب الثانوية العامة، والتعريف ببعض أعمالهم الإبداعية.
المصادر:
1- – كتاب النص الأدبي – الاستلاب والفاعلية – د. عبدالرؤوف بابكر السيد – الطبعة الأولى2008- منشورات جامعة التحدي سرت.
2- كتاب التحليل الفاعلي، نحو نظرية حول الإنسان – الشيخ محمد الشيخ – الطبعة الأولى 2001- إصدارات دار الثقافة والإعلام الشارقة.
3- مقال بعنوان: المرأة الليبية بين الجغرافيا والتاريخ للكاتبة “اماني الصفي” – نُشر على موقع قنطرة بتاريخ30-9-2023.
4- رواية الرسام الإنكليزي “حكاية جدارية البراديا وطبرق”- DNINSI- منشورات ضفاف – منشورات الاختلاف – الطبعة الأولى1445هـ – 2023م