الطيوب
عبر هذا التقرير يقدم الطيوب رصدا لواقع الحياة الثقافية الليبية في ضوء الفعاليات والأنشطة الثقافية متتبعا بذلك أبعاد الأزمة وجذورها حيث تعد الفعاليات والتظاهرات الثقافية رافدا رئيسا في تشكيل الهُوية الوطنية وتعزيز الثقافة العامة في أي مجتمع، وفي ليبيا رغم ما تحمله الثقافة من تاريخ طويل ومتنوع بيد أن المناشط الثقافية والفعاليات خلال السنوات الأخيرة شهدت تحديات كبيرة وأزمات متشعّبة لاسيما في تقديم الأنشطة الثقافية بشكل منتظم وفعال ..
واقع المناشط والفعاليات الثقافية في ليبيا:
تتنوع الأنشطة الثقافية في ليبيا بين الأدب، والفن، والموسيقى، والمسرح، والسينما، والفلكلور، وغيرها من المجالات التي تساهم في إثراء المجتمع وتطويره. غير أن الواقع الثقافي في البلاد يواجه مجموعة من العراقيل التي تحد من تطوره.
الفعاليات الأدبية والفنية: توجد بعض الفعاليات التي تهتم بالثقافة الأدبية والفنية مثل المهرجانات الشعرية والمعارض الفنية، ولكن هذه الفعاليات غالباً ما تكون محدودة في نطاق جغرافي معين أو تنظم بشكل موسمي متقطّع علاوة على عزوف الجمهور المتلقي عن الحضور والمشاركة، وبعض الفعاليات إن وُجِدت تتضارب مواعيدها مع بعضها البعض الأمر الذي يؤشر على الطرح العشوائي وسوء الإدارة والتنظيم.
أسباب جمود الواقع الثقافي الليبي:
لعل هنالك عدة عوامل ساهمت في الجمود الثقافي في ليبيا، تتمثل في النقاط التالية :
الأوضاع الأمنية والسياسية: الوضع الأمني والسياسي المتأزم في ليبيا منذ سنوات أثر بشكل كبير على سير الأنشطة الثقافية. التوترات السياسية والاحتقان الاجتماعي يمنعان تنظيم فعاليات ثقافية منتظمة بحرية ويحدان من قدرة المؤسسات الثقافية على العمل بفعالية.كذلك عدم وجود دعم حكومي كافٍ: يعاني قطاع الثقافة في ليبيا من غياب الدعم الحكومي اللازم. فعدم تخصيص ميزانية كافية لهذا القطاع يمنع إقامة فعاليات ثقافية كبيرة، ويضعف قدرة المؤسسات الثقافية على التوسع وتقديم أنشطة متنوعة.
الضغوط الاقتصادية
فيما تبرز الظروف الاقتصادية: باعتبار أن الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد تُضاعف وتُضعف قدرة الأفراد والمؤسسات على تمويل وتنظيم الأنشطة الثقافية. بالإضافة لانخفاض مستوى الدخل وتدهور الحالة الاقتصادية العامة في البلاد ككل يزيد من صعوبة إقامة الفعاليات.كما تعاني البنية التحية الثقافية والفنية من حالة الافتقار إلى والنقص في المنشآت والمراكز الثقافية الحديثة التي تدعم الأنشطة المختلفة كالمسارح ودور العرض السينمائي، وأيضا بيوت الفنون الملاحظ بأن البنية التحتية الموجودة قديمة ومهملة ولا تلبي احتياجات التطور الثقافي الحديث.
في نهاية هذا التقرير نخلص إلى نتيجة مؤادها أن الواقع الثقافي الليبي يعاني من عدة تحديات تؤثر على تنوع وجودة الأنشطة. لذا من أجل إحياء الحياة الثقافية في ليبيا من الضروري توفير بيئة آمنة وداعمة للأنشطة الثقافية، مع تعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني ورؤوس الأموال الوطنية لدعم المشاريع الثقافية إثراءً للحراك المجتمعي..