الذكرى الأولى لرحيل الكاتب والباحث الليبي عبدالسلام شلوف
حسين نصيب المالكي
الدكتور عبدالسلام محمد شلوف، الذي كتبت عنه في الصحف الليبية، وفي كتابي (وقفات أدبية)، صاحب؛ معجم المواقع والوقائع الليبية والمؤلفات التاريخية، ودواوين طرابلس وبنغازي ودرنة، والمؤلفات التراثية في الأدب الشعبي، وأستاذ الجامعة، الذي درس بالعديد من الجامعات الليبية، مثل طبرق ودرنة والمرج، وأشرف على العديد من شهادات الماجستير لطلاب الدراسات العليا في بلادنا، وسفرياته وجولاته المتعددة في المدن الليبية، حيث كتب وأذاع في برنامج رحلة في بلادي، أشرف على العديد من صحف البلديات، مثل: البطنان والشلال والحزام الأخضر، ومجلة الثقافة العربية وغيرها.
ارتبطت به كصديق، وكلفته بالإشراف على صحيفة البطنان في بنغازي، منذ التاسع من يوليو سنة 1986م ولعدة سنوات، وكانت مربوعته تشهد تنسيق صفحات البطنان، أيام ان كانت تكتب على الورق بخط اليد، كان كريما مضيافا، يفتح لنا بيته باستمرار، متواضعا مثابرا، لم يمتلك سيارة في حياته، وبالرغم من هذا؛ تجول في جميع مدن بلاده، وتحدث عنها في التلفاز، كما كتب عنها.
كان عاشقا للتصوير الفوتوغرافي وكتابة الاستطلاعات الجميلة عن مدن وقرى البطنان، كان يحضر الى في طبرق بعدسته، فيجدني في انتظاره حيث كنا نصعد سلالم صومعة حبوب أو سلالم عمارة ماجد في باب درنة، حتى يقوم هو بالتقاط صور لمدينة طبرق بعدسته من الأعلى، كانت صورا رائعة والكتابة عنها وعن البردي مسقط رأسه.
نشر كل ذلك في صحيفة البطنان، تحقيقات نشرت عن البردي ووديانها الجميلة، مثل وادي سيدي خليفة، وغيرها والمعهد الصحي بمدينة طبرق، ومصنع القمصان الجاهزة في معهد النفط.
في السنوات الأخيرة ألم به مرض عضال، كنت ما أن تطأ قدمي مدينة بنغازي حتى أقوم بزيارته في بيته.
رحم الله الدكتور عبدالسلام شلوف، الإنسان الكريم المضياف الودود، الذي أعطى لبلاده كل جهده وما يملك من علم نافع، قامة ثقافية عملاقة كتب في التاريخ والأدب والتراث الشعبي، ورحل عنا في صمت.
رحمه الله وغفر له واسكنه الله فسيح جناته.
انتقل الراحل عبدالسلام شلوف، غلى جوار به في 29 فبراير 2024م، بمدينة بنغازي.
