حنان علي كابو | الطيوب
دأبت منظمة براح للثقافة والفنون منذ انطلاقتها على وضع بصمة خاصة بها، بأمسياتها، لياليها، ورش عملها، ومعارضها التي تفسح مجالا للتشكيليين ليعلنوا عن معارضهم الفردية الخاصة.
ففي براح ثمة براح روحي يتجلى كلما وطئت هذا المكان وهو ينصت لوقع أقدامك ويتسرب الي مسالك صمتك وأنت تتنزه في ردهاته.
مبنى إيطالي قديم ولازالت شقوقه تنبض بذكراه، والنباتات التي تزين ارجاءه تقاسمك نظراتك وهي تتجول في المكان.
ستة أيام افردت براح لمعرض الخامس للتشكيلي عبدالقادر بدر، الذي عرض قرابة 45 لوحة تمثل تجربته ولمسته التشكيلية الخاصة.
يستهل الاستاذ عبدالقادر بدر حديثه معي قائلا:
في كل معارضين الشخصية أعرض الجديد من أعمالي، وفي عذا المعرض كل اللوحات كل عمل له خصوصيته من حيث الدلالات والرموز واللون حسب الحالة.
ويضيف حول اختيار فكرة اللون لعنوان المعرض قائلا:
جاءت الفكرة من انتاجي لعدد كبير من اللوحات عن البحر والقوارب ورياضة الشراع وقد سيطر عليها هذا اللون المريح الذي يضيف البهجة والهدوء النفسي والراحة.
كم يوجد في المعرض لوحات مرسومة بألوان أخرى مثل البنفسجي بدرجاته والبرتقالي ولكن لا يغيب اللون الفيروز عن تفاصيل اللوحة.
فهذا اللون يعكس زرقة للسماء ونقاء وصفاء شواطئنا ويضيف الكثير من البهجة على الأماكن، فهو من الألوان التي تعطيك شعورا بالراحة والاسترخاء، لون يؤثر بشكل كبير على الحالة المزاجية ويعطي الشعور بالأمل والفرح.
يقول بيكاسو “الألوان مثل الملامح تتبع تغيرات المشاعر “
جمع المعرض كل أشكال اللوحات وبإحجام مختلفة بداية من المقاسات الصغيرة والمتوسطة وكذلك المرسومة على ورق فن الكولاج الي الاحجام الكبيرة يسترسل بدر في حديثه عنها قائلا “هي تجربة جديدة بالنسبة لي “ويضيف حول ما منحه التشكيل تحديدا لتجربته “لقد طور التشكيل من تجربتي ومن قدرتي على التعبير والتواصل واوصلتني الي توازن داخلي ومنحني مزيدا من الصفاء الذهني والسكينة. فالتشكيل لغة قادرة على إيصال الفنان الي أعلى مراتب الإبداع الفني للتعبير عن وجدانه “
فنان يتناول أعماله بروح شاعر
هكذا سرد التشكيلي جمال الشريف انطباعه حول زيارته للمعرض قائلا:
في زيارة اليوم لمعرض الاخ والصديق العزيز : الفنان عبد القادر بدر (تركواز ) في مؤسسة براح وهو معرضه الشخصي الخامس وبرغم توقعي لما سوف أراه بحكم متابعتي لأعمال عبد القادر بدر من خلال قربي من تجربته ومتابعتي لها ..الا ان ما رأيته هو مختلف في العديد من الاعمال التي عرضت والتي تناولها الفنان بروح شاعر متجدد يصيغ كلماته بموسيقى اللون من خلال جزئيات نسجها الفنان على السطح بكل حب وإحساس مرهف ليقدم لنا عوالم ساحرة تأسرنا مستفيدا من الملمس واختلاف الخامات لمخاطبتنا بصريا بإحساس ومتعه لا تخطأها عين ترى …..
ترجمت ألوانه تجسد قصص من التراث وتكوينات..
كما كتب الحروفي على القرقوري حول انطباعه عن المعرض …
بدر كل يوم عنده ما يعطي مدرسة وأسلوب وتكنيك منفرد ومتميز يعزف بالألوان وتتدرجاته في تكوينات متجددة… تحكي وتجسد قصص من التراث والمدن القديمة وشخوص تارة وتكوينات بحر وسماء وطيور وأسماك وقوارب ومنارات تارة أخرى … متمكن في استخدام خامات متعددة يشعرك عند الوقف أمام لوحاته بالهدوء والطمأنينة والسلام لوحات وأعمال جميلة الصراحة وابداعية.
لمساته خلابة تنم على خس وخبرة فنان عالمي.
في حين قال التشكيلي الفوتوغرافي عصام الصابري إن المعرض كان نقلة جديدة في حياة التشكيلي عبد القادر بدر فقد استعمل لوحات فيها كولاج مع ألوان بتمازج جميل جدا وبلمسة خلابة ومخالفة تنم على خبرة ونضج وذكاء وحس فنان عالمي.
ما يميز بدر في كل معرض لمسته الخاصة فهو لديه القدرة على مفاجاءتك بجزءيه جديدة.