في شتاء 1989 كنتُ أقضي 20 يوماً في الحد الفاصل بين ليبيا و النيجر عند نقطة التوم وهي آخر مكان في بلاد الليبيين وتعرف تلك المنطقة في بعض الخرائط بـ: تومو بير الوعر.
كان المكان مثالياً للقراءة والكتابة.. والتصوير أيضاً ولكن الحسرة الكبرى أنني لم اصطحب معي كاميرا عند وصولي إلى تومو قادماً من #الويغ التي قضيت فيها 11 شهراً ولدي فيها بعض الصور مع الرفاق في القلعة المشيدة حديثاً حيث أقمنا وصور أخرى في مفتتح مفازة الويغ الكبير، المحيل إلى براكة كرزو.. أما التوم فلدي منها للأسف صورة واحدة أو صورتين بلورايد، ما نعرفه شعبياً زمان ب (صورة نفس الوقت) التقطها لنا سائح نمساوي اسمه هانز وأظن في إحدى الصورتين أظهر فيها مع زوجته وابنه أو ابنه هو الذي اسمه هانز..
وسبب عدم حصولنا على صور أكثر هو تدخل ضابط أمن برتبة ملازم أول اسمه إبراهيم صادر كل الصور، باستثناء صوري -(التي التقطها السواح مع الليبيين)- في تصرف غريب، بحجة أنهم يرتدون ملابس عسكرية.. طبعاً بعض العقليات زمان تنتهج مسار الدولة المستبدة التي شعارها: السائح جاسوس إلى أن يثبت العكس