أسماء بن سعيد
فقدت الساحة الثقافية الليبية أمس، السبت واحدة من أعمدة الأدب النسوي، فلو حاولنا التحدث عن بداية الحركة الأدبية النسائية في ليبيا، كانطلاقة حقيقية فسنجدها بداية خجولة وفي فترات متباعدة نوعًا ما، ترجع لخمسينات القرن الماضي، بداية من زعيمة الباروني، ثم خديجة الجهمي، وصولاً إلى شريفة القيادي، التي شاركت أخريات في ترك بصمة مميزة في الأدب النسوي الليبي.
بداية
ولدت شريفة القيادي في31 يناير 1947 بمدينة طرابلس، لأسرة تتكون من ثلاثة إخوة وثلاث أخوات، لأب وأم لا يجيدان القراءة والكتابة، إلا أنهما كانا يحبان العلم فشجعاها على الدراسة، فالتحقت بمدرسة المدينة القديمة الابتدائية، ومنذ بداياتها في المرحلة الابتدائية انتبهت المدرسات لموهبتها في مادة «التعبير» لهذا شجعنها على قراءة ما تكتبه على زميلاتها في الفصل.
ثم انتقلت إلى مدرسة «الحرية»، وكتبت أول خاطرة لها وهي في الصف الأول الثانوي وكانت بعنوان «الحب»، شاركت في «برنامج ركن الطلبة » عندما كان يقدمه الفنان عمران راغب المدنيني العام 1963 ثم عندما قدمه الكاتب فوزي البشتي.
محطات
شاركت في العام 1974 في مسابقة الشفاع الرقيقة، وحصلت على الترتيب الأول، وبعد انتهاء دراستها الجامعية انتقلت إلى أميركا، إذ واصلت دراستها في جامعة «فونتينت» للراهبات، وكتبت في ذلك الوقت روايتها «البصمات»، ثم ذهبت لبريطانيا حيث كتبت روايتها الثانية «هذه أنا»، لتعود بعد ذلك لليبيا التي حصلت فيها على درجة الماجستير في الآداب من جامعة طرابلس العام 1981.
وكانت رسالتها بعنوان «رحلة القلم النسائي الليبي»، بعد ذلك بدأت التدريس الجامعي في قسم اللغة العربية وفي الوقت ذاته كانت تجهز لرسالة الدكتوراه.
مجالات الكتابة
تميزت شريفة القيادي في عدة مجالات بداية من كتابة الخاطرة، وصولاً للقصة والرواية والمقالة الأدبية والدراسات التحليلية، لهذا فهي تعد من الأكثر إنتاجًا في تاريخ الحركة الأدبية النسائية، كما كتبت للإذاعة عدة برامج أهمها «صورة المرأة في قصص الكتاب العرب»، وبرنامج «نساء رائدات»، كما أسهمت في إثراء الدوريات والصحف المحلية والعربية.
إصداراتها
«هدية الشفاه الرقيقة » قصة، «كأي امرأة أخرى» قصة، «من أوراقي الخاصة» خواطر، دراسة في الأدب «هذه أنا» رواية، «مئة قصة قصيرة» مجموعة قصصية، «رحلة القلم النسائي الليبي» دراسة، «نفوس قلعة» دراسة، «إسهامات الكاتبة العربية في عصر النهضة» دراسة، «البصمات» رواية، و«بعض الهمسات» خواطر ومقالات، وقصص قصيرة.