بلا زقزقة
شاركت الكثير من العصاقير
حرقة الرحيل و مفازة الندم
كنت كبحارٍ
بساقٍ و عين واحدة
يمعن في وجع الموج و بلا شراع
يلوح بمآقي الفرح
على شواطيء كحلتها الأساطير
تعلمت السفر وحيداً
في الليل
بقلمٍ و قلبٍ دامعٍ أخضر
ربما التقي بمجانين و عصافير
تجيد عزف نشيد الفجر !
ربما اراني
كما أراني جميلاً
و شماً و نغماً بريئاً في احداق الغجريات
فلا شيء
خفيف و شهي يطرق
بابك الحزين هذا المساء
يصلح أن يكون كعازف التشيلوا
يضبط ايقاع حزنك على ركح الشقاء
يمسح على قلبك
بيدٍ حانية
و خفيفة
يرتب احزانك على مائدة الليل
يصلح لوجبة دسمة مع ناي حزين مر
و شاي بلا سكر بطعم اوراق النعناع
ثمة اكثر من جنون و شجن و بكاء
في آخر ركن لك في الغرفة ذاتها
أيها الغريب الشريد
اغان تلسع شرايين وجعك
من شدة الحنين و الشوق و البرد
واهنة الحب
لها نزف البلوز
و قلق الغيوم في لجة هذا الليل
من أمام نافذة القلب
قبل اكتمال الظمأ و أنطفأ صوت الماء
لا شيء
على الرصيف
سوى ذاك الفانوس الخافت
و طفل وحيدٌ بلا احلام ينام
على رصيف هذا الكون
و شغف فتاة نزقة برقصة الفلامنجو
كفراشة أخيرة على ركح هذا الليل
مأخوذة برفرفة الجناح المهيض
قبل رحيل الضباب
مع بكاء الفجر .
المنوبية / ليبيا – الثلاثاء 20 أغسطس / 2024 م