في كل صوب وناحية،
رياح عاتية،
قلوب يسكنها الخوف،
عيون مثخنة بدموع السنوات..
من فتح الأبواب لتأتي،
قد قلنا بأن اللعنة خلف الأبواب.
وأن للشيطان جنودا تنتظر.
والآن ها هو الضوء ينحسر،
والظلام يعيث فسادا بلا مقاومة.
في كل صوب وناحية،
يرتع الظلام في هدوء،
يحيل القلوب كالخادم المطيع،
ينزع منها كل الضوء،
فلا أمل هنالك لا ضوء.
ولا صوتا غير صوت النحيب.
شيء عجيب،
أن لا ترى غير الليل،
أن لا تسمع غير النحيب،
أن تقيد خطاك خيوط الظلام الواهية.
أن تغدو كتمثال من حجر،
لا إحساس فيه…
في كل صوب وناحية،
تتخضب الأرض بالدماء،
تنمو أشجارا كأنها رؤوس الشياطين.
تغدو الأنهار بلا ماء،
فلا نجد ما يروي ظمئنا غير الدماء،
فنغدو كشياطين
تلقيها الرياح في كل ناحية…