شعر

نصف دمعة تكفي لعناقٍ خديج قبل الرحيل

من أعمال الفنانة التشكيلية "مريم الصيد"
عناق، من أعمال الفنانة التشكيلية “مريم الصيد”

بلا زقزقة
شاركت الكثير من العصاقير
حرقة الرحيل و مفازة الندم

كنت كبحارٍ
بساقٍ و عين واحدة
يمعن في وجع الموج و بلا شراع
يلوح بمآقي الفرح
على شواطيء كحلتها الأساطير

تعلمت السفر وحيداً
في الليل
بقلمٍ و قلبٍ دامعٍ أخضر
ربما التقي بمجانين و عصافير
تجيد عزف نشيد الفجر !

ربما اراني
كما أراني جميلاً
و شماً و نغماً بريئاً في احداق الغجريات

فلا شيء
خفيف و شهي يطرق
بابك الحزين هذا المساء
يصلح أن يكون كعازف التشيلوا
يضبط ايقاع حزنك على ركح الشقاء

يمسح على قلبك
بيدٍ حانية
و خفيفة
يرتب احزانك على مائدة الليل
يصلح لوجبة دسمة مع ناي حزين مر
و شاي بلا سكر بطعم اوراق النعناع

ثمة اكثر من جنون و شجن و بكاء
في آخر ركن لك في الغرفة ذاتها
أيها الغريب الشريد

اغان تلسع شرايين وجعك
من شدة الحنين و الشوق و البرد
واهنة الحب
لها نزف البلوز
و قلق الغيوم في لجة هذا الليل
من أمام نافذة القلب
قبل اكتمال الظمأ و أنطفأ صوت الماء

لا شيء
على الرصيف
سوى ذاك الفانوس الخافت
و طفل وحيدٌ بلا احلام ينام
على رصيف هذا الكون
و شغف فتاة نزقة برقصة الفلامنجو
كفراشة أخيرة على ركح هذا الليل
مأخوذة برفرفة الجناح المهيض
قبل رحيل الضباب
مع بكاء الفجر .


المنوبية  /  ليبيا – الثلاثاء 20 أغسطس  /  2024 م

مقالات ذات علاقة

لا تنم الليلة باكرا

محمد عبدالله

الفجر الأول

سراج الدين الورفلي

خفقات

آمنة الأوجلي

اترك تعليق