الخميس, 13 مارس 2025
شعر

نصف دمعة تكفي لعناقٍ خديج قبل الرحيل

من أعمال الفنانة التشكيلية "مريم الصيد"
عناق، من أعمال الفنانة التشكيلية “مريم الصيد”

بلا زقزقة
شاركت الكثير من العصاقير
حرقة الرحيل و مفازة الندم

كنت كبحارٍ
بساقٍ و عين واحدة
يمعن في وجع الموج و بلا شراع
يلوح بمآقي الفرح
على شواطيء كحلتها الأساطير

تعلمت السفر وحيداً
في الليل
بقلمٍ و قلبٍ دامعٍ أخضر
ربما التقي بمجانين و عصافير
تجيد عزف نشيد الفجر !

ربما اراني
كما أراني جميلاً
و شماً و نغماً بريئاً في احداق الغجريات

فلا شيء
خفيف و شهي يطرق
بابك الحزين هذا المساء
يصلح أن يكون كعازف التشيلوا
يضبط ايقاع حزنك على ركح الشقاء

يمسح على قلبك
بيدٍ حانية
و خفيفة
يرتب احزانك على مائدة الليل
يصلح لوجبة دسمة مع ناي حزين مر
و شاي بلا سكر بطعم اوراق النعناع

ثمة اكثر من جنون و شجن و بكاء
في آخر ركن لك في الغرفة ذاتها
أيها الغريب الشريد

اغان تلسع شرايين وجعك
من شدة الحنين و الشوق و البرد
واهنة الحب
لها نزف البلوز
و قلق الغيوم في لجة هذا الليل
من أمام نافذة القلب
قبل اكتمال الظمأ و أنطفأ صوت الماء

لا شيء
على الرصيف
سوى ذاك الفانوس الخافت
و طفل وحيدٌ بلا احلام ينام
على رصيف هذا الكون
و شغف فتاة نزقة برقصة الفلامنجو
كفراشة أخيرة على ركح هذا الليل
مأخوذة برفرفة الجناح المهيض
قبل رحيل الضباب
مع بكاء الفجر .


المنوبية  /  ليبيا – الثلاثاء 20 أغسطس  /  2024 م

مقالات ذات علاقة

هكذا تصرخ (فايدرا)*.. أريد أن أموت لأصبح نجمة!

مفتاح البركي

آخر المطر

محمد المزوغي

كما لو كان البارحة

جمعة عبدالعليم

اترك تعليق