المركز الليبي للأبحاث والدراسات
صدر يوم الأربعاء الماضي الموافق 11 سبتمبر 2024م كتاب جديد ضمن إصدارات المركز الليبي للأبحاث والدراسات بعنوان (جذور الحركة الوطنية في ليبيا) من تأليف: نجم الدين الكيب، جَمْع وتقديم الأستاذ الدكتور عبدالله مليطان، وقد تم إصداره وتوزيعه بمناسبه انعقاد ندوة ثقافية بعنوان (من الذاكرة الثقافية للوطن، نجم الدين الكيب في الذكرى التسعين لميلاده)، التي انعقدت الأربعاء الماضي الموافق 11 سبتمبر 2024م بمقر المركز بطرابلس، ويقع الكتاب في 216 صفحة من القطع الصغير، قدّم له بمقدمةٍ وافية أ.د. عبدالله مليطان، تحدّث فيها عن نجم الدين الكيب، وحياته العلمية والعملية، وذَكَر كل مؤلفاته، وكيف جاءت فكرة جمع هذا الكتاب، وبعد ذلك توجد مقدمة قصيرة للمؤلف نجم الدين.
وهذا الكتاب يُطبع لأول مرة للأديب والمؤرخ نجم الدين الكيب، وكان قد نشره مُنجّماً على 14 حلقة في صحيفة الأسبوع الثقافي بين عامي 1976- 1977م، أرّخ فيها لنشأة وجذور الحركة الوطنية في ليبيا منذ الوجود العثماني والثورات المناهضة له، مثل ثورة غومة المحمودي التي استمرت أكثر من عقدين من الزمن 1835- 1858م، كما أرخ لحراك النُّخب السياسية والاجتماعية في ليبيا أثناء فترة الاحتلال الإيطالي الغاشم، وفي عهد الإدارة البريطانية، وتتويجاً بيوم الاستقلال 24 نوفمبر 1951م، ولم يغفل المؤلف عن توثيق حراك زعماء الحركة الوطنية في الخارج، وليس في الداخل فحسب، مثل نشاط الزعيم بشير السعداوي في بلاد الشام، والأمير إدريس السنوسي في مصر، وأحمد زارم ورفاقه في تونس، وغيرهم الكثير، كما تحدّث في كتابه عن نشأة الأحزاب في ليبيا بعد الحرب العالمية الثانية في عهد الإدارة العسكرية البريطانية، وعن الدور الذي قامت به في بث الوعي بين طبقات الشعب من أجل المطالبة بوحدة ليبيا واستقلالها، واستمر المؤلف في سرد الأحداث وتحليلها بعين المؤرخ الحصيف، وتعرّض لأزمة الانتخابات البرلمانية في نوفمبر 1952م، وتزويرها وردة فعل المؤيدين لحزب المؤتمر الوطني بقيادة الزعيم بشير السعداوي، كما وضّح موقف الحكومات الثلاث الأولى في العهد الملكي من بعض التحديات التي واجهتها، وتحدّث أيضاً عن مدى تأثير تدفق عائدات تصدير النفط الذي بدأ منذ سنة 1961م على البلاد وأداء الحكومات، ومما يُميز هذا الكتاب هو الهوامش التي وضعها الأستاذ الدكتور عبدالله مليطان، وقد بلغت 109 هامشاً، ترجم فيها للعديد من الشخصيات الواردة في الكتاب، ووضح من خلالها بعض الأحداث التي وردت في ثناياه، وهي بلا شك زادت من قيمة هذا الإصدار.