طيوب النص

أن تكون بهلوانا أو حاويا

من أعمال أشرف بزناني
عن بوابة الوسط
من أعمال أشرف بزناني عن بوابة الوسط

من الأشياء التي عليك تعلمها في الصغر هي أن تكون بهلوانا أو حاويا
وإذا استطعت أن تكون راكب أمواج، سيكون هذا حسنا
وأن تكون مفوها!
وطبعا يجب أن تكون لديك بعض المهارات الأخرى، مثل معرفة من أين تؤكل الكتف
رغم إنها لا تحتاج إلى أية مهارة، طالما كانت لديك أسنان سليمة
والأهم، من كل ذلك أن تجيد مهارة البلعطة والتملق.
وإذا كبرت ولم يكن في جعبتك أي من الأشياء تلك، فدعني أقول لك، أنه يصعب تربية كلب عجوز
وفي حال من الله عليك بموهبة الشعر، فعليك أن تكون حذرا وتفهم جيدا السبيل نحو الطريق المؤدي للأمسيات
والأصبوحات، وكل الأوقات والأماكن التي يقال فيها الشعر، باختصار عليك أن تضع نصب عينيك المنابر والصالونات
وقد يكون عليك في بعض الأوقات أن تلعق بعض الأحذية الثقافية
حذاء صجيفة، حذاء مشرف صفحات أو مواقع أو حتى حذاء وزيرة!
أهم الأحذية، حذاء شاعر متقاعد يراول مهنة الاكتشاف، أو حذاء شاعر يمارس مهنة توجيه القراء
أو يعتقد أنه حارس الشعر
أما إذا كنت شاعرة، فلا يجب عليك لعق أي من تلك الأحذية، دعيهم هم يلعقون، فقط انشري. انشري كل شيء!
سيحطون على نصوصك مثل الذباب.
أحسني التصرف!
أما الشاعر /ة الحقيقي/ة
فإنه/ا لا يـ/تـ/طرق إلا الأبواب الموصدة والصدئة، المهملة، أبواب النسيان يسكن خلفها شاعر/ة مسكون/ة بالألم
ألم الجمال والحق والحرية، ألم الفن والتفرد
لأنه مسكون بهم الشعر وسؤاله؛ يذهب إلى ملهميه في مختبر الشعر، حيث عظام الأسلاف
والرواد الأحياء منهم والأموات
يذهب ليتعلم منهم ويتحصن، ثم يتخلص من سحرهم ومن قيود الاتباع، ويشتمهم بمروءة
ولا أخفيك، لأنهم يعرفون إنه سيكون امتدادا لهم، لهذا سيكون غير مرحب به، سيزدرونه بحق، سيجلدونه، سيدمرونه إذا اقتضت الحاجة، لأنهم يمقتون الزيف، والخداع، يمقتون الحواة والمفوهين والبلاعطة،
وهذا باب لا يرغب إلا القلة في طرقه.
باب، في نهاية المطاف، الخروج منه لا يعود المرء فيه الإنسان الذي كأنه، يصعب بعدها مزاولة الحياة كالمعتاد.
الشعر تجربة ازدراء قبل كل شيء.
تجربة تقود إلى ممارسة رفض الواقع، إلى الانفصام بمعنى أدق، تقود إلى المرض.
تجربة مريرة تضاهي الخلق بمعناه الأسطوري! أو هي كما يقولون إعادة خلق العالم. عالم جديد مواز لعالم لم يعد محتملا.
كل تجربة شعرية مالم تزدري الواقع هي تجربة مشوهة. وهذه ليست حقيقة مطلقة.

مقالات ذات علاقة

فصل_خامس

سهام الدغاري

ديسمبر الماضي

قيس خالد

صباحكم أجمل/ عاشق رام الله وراوي حكايتها

زياد جيوسي (فلسطين)

اترك تعليق