تجوعُ القطّةُ… تأكلُ صغارَها…
تجوعُ الثّورةُ…تأكلُ أبناءَها
وحين يجوعُ التّاريخُ…
يلتهمُ صفحاتٍ عصيّةٍ على الهضم
في تغذيةٍ راجعةٍ
تساعدُه على لفظِ ما أثقلَ معدتَه
من رؤوسٍ لم تستو في طبخة…
ولا كانتْ مهذّبةً في جلوسِها
إلى مائدةِ المقايضة
المقامةِ في قرنةِ الوطن ….
هاجسُها اقتيادُ القطيعِ إلى ساحةِ الذّبحِ….
تلبيةً لرغائبَ جائعةٍ أرّقتْ مضاجعَها …
على مرِّ اللّيالي الحمراء …
حيث المفارقاتُ
تغذِّي الاستلابَ في رحمِ الافتراء …
لينمو جنينًا يجيدُ قرصَ الأذانِ…
حقنَ الأفئدةِ …بموتٍ سريريٍّ
تكريسًا لهدوءٍ ملغومٍ
يستدرجُ الأرواحَ إلى غابةِ الرّماد…
ما تبقى من صفحاتٍ …
تبعثره عاصفةٌ هوجاء
مقبلة من كل الجهات..
فكيف نكتبُ عن سلالاتِنا
الطاعنةِ في الهروب …
على جذوعِ الأشجارٍ الخاويةٍ؟
أو على صفحاتِ الرّيحِ الراكضةِ
نحو محفّاتِ الحتفِ المجملِ
بفتاوى طالعة من تنانيرِ الجهل المبين…؟
ثمة أشعارٍ تهندس الضجيجَ
لنحمدَ القهرَ على نعمته
كي لا نموتُ خاسرين
عند ناصيةِ خطوطٍ متوازية
لا تلتقي إلا.. بإذن الله؟
في عينِ العمَى تمرُّ الفوضَى
حاملةً امواجَ قامتِها
نحو ذاكرةِ ليلٍ
تفتّحتْ قبل موسمِ القِطافِ
والسّيدُ السّجانُ
يسحبُ الظّهيرةَ من عُرفِها
وقد اتزرتْ برهبةٍ سوداء
في ساعةٍ شمطاء …
توقفتْ عقاربُها
عند مرآةِ صمت عتيق
هو انعكاس طبيعي
لنظام الكون!